رحلة عميقة في عالم نهائي كأس ملك إسبانيا 1984

نهائي كأس إسبانيا 1984 (بالإسبانية: 1984 Copa del Rey final) هي مباراة النهائي الثاني والثمانين لكرة القدم من بطولة كأس إسبانيا منذ انطلاق البطولة لأول مرة عام 1903، جمع لقاء النهائي بين نادي أتلتيك بيلباو من بيلباو ونادي برشلونة من مدينة برشلونة، بتاريخ 05 مايو 1984 على ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد أمام 100,000 متفرج في نفس الملعب الذي كان قبل عامين مسرحًا لنهائي كأس العالم 1982، يتمتع الناديين بتاريخ طويل في كرة القدم الإسبانية ويعتبر الفريقين الأكثر تتويجا بكأس البطولة الوطنية، حيث حقق نادي أتليتيك بيلباو اللقب (22 مرة) كأكثر الأندية الاسبانية تحقيقا للبطولة، يليه نادي برشلونة ثانيًا بتحقيق اللقب (20 مرة)، يعتبر اللقاء خامس نهائي يجمع أتلتيك بيلباو وبرشلونة في نهائيات كأس الملك، شهدت النهائيات السابقة تفوق نادي برشلونة في معظمها حيث فاز في ثلاثة منها، في بطولة نهائي كأس إسبانيا 1920، نهائي كأس إسبانيا 1942 ونهائي كأس إسبانيا 1953، بينما حقق نادي أتليتيك بيلباو فوز وحيد قبل 52 عامًا وبالتحديد في عام 1932.

مع نهاية المباراة بصافرة الحكم المورسي أنخيل فرانكو مارتينيز، جمع نادي أتلتيك بيلباو بطولة الدوري والكأس لهذا العام، ويتوج بالثنائية التي لم يحققها منذ 28 عام، ويضيف بطولة كأس الملك للمرة 23 في تاريخه بالفوز على نادي برشلونة في الأشواط الأصلية من المباراة بنتيجة 1-0، فاز نادي أتليتيك بيلباو بقيادة المدير الفني المثير للجدل خافيير كليمنتي، بفضل هدف إنديكا غواروتسينا في الدقيقة 14 من بداية الشوط الأول، وبعض التكتيكات الخشنة إلى حد ما، لتبقى هذه المباراة في ذاكرة كرة القدم الإسبانية، وتعرف باسم «معركة برنابيو»، نهائي المسابقة التي انتهت بواحدة من أكبر الفضائح في تاريخ كرة القدم الإسبانية، عندما دخل لاعبو أتلتيك وبرشلونة (الأساسين والبدلاء) في شجار على أرض الملعب من بينهم لاعب برشلونة دييغو مارادونا، لتصبح لقطة الختام جزء من الذاكرة والذي يظهر فيه دييغو وهو يضرب ويركل عدة لاعبين من فريق أتلتيك بيلباو.، كل هذا حدث أمام الملك خوان كارلوس وبناء عليه تم منع العديد من اللاعبين بما في ذلك مارادونا لمدة ثلاثة أشهر، في غضون شهرين كان دييغو في طريقه إلى إيطاليا، ليكون هذا اللقاء آخر مباراة رسمية يخوضها مارادونا مع نادي برشلونة.

كانت الاجواء مشحونة قبل النهائي حيث كان التنافس بين الفريقين على الألقاب المحلية في كرة القدم الإسبانية على أشدها، قبل أشهر من نهائي كوبا ديل ري، أدت بعض الاحداث إلى العداء بين الفريقين، وبالتحديد في الجولة الرابعة من الدوري الإسباني 1983/84، أدت تدخل أندوني غويكيوتكسيا الذي عرف بلقب «جزار بيلباو» العنيف الذي تقدم إلى منطقة من منتصف الملعب يقل تواجده فيها بهدف وحيد هو إصابة مارادونا، أحدثت طريقة التدخل على أعلى ربلة الساق للأرجنتيني مارادونا، إلى كسر في الكعب وتمزق في الأربطة الجانبية ليغيب ماردونا عن الملاعب لنحو 3 أشهر، عاد مارادونا بعد شهور من غيابه قبل نهائي كأس الملك مع أتليتيك بلباو في سانتياغو برنابيو عام 1984.

كان لاعب أتلتيك قاسياً على نجم برشلونة الآخر هو بيرند شوستر، قبل عامين من ذلك في موسم 1981/82. في محاولة يائسة للحصول على الكرة من أقدام بيرند شوستر، الذي كان يراوغ دفاع بلباو تمكن غويكيوتكسيا من اصابة الجزء الأكثر ضعفًا في ركبة شوستر وتسببت في سقوط لاعب خط الوسط الشاب على الأرض وتمزق الرباط الصليبي الحاد، غاب شوستر عن الملاعب بعدها لمدة تسعة أشهر، وغاب عن الفترة المتبقية من الموسم، حيث تابع في حزن فريقه يتراجع عن تقدمه بخمس نقاط في قمة الليغا في غضون خمس مباريات فقط، ومنح ريال سوسيداد اللقب. كما غاب اللاعب البالغ من العمر 21 عامًا المذهول عن نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا.

بعد المشاهد الصادمة على ملعب سانتياغو برنابيو، لم يذكر الحكم مارتينيز أي شيء مما حدث في تقرير المباراة، ولكن بعد 11 يومًا، بتحليل مقاطع الفيديو، قررت لجنة المسابقات معاقبة ثلاثة لاعبين لكل فريق (مارادونا، كلوس، ميغويلي من نادي برشلونة، غويكيوتكسيا، سارابيا ودي أندريس من نادي أتلتيك بيلباو) مع الإيقاف لمدة ثلاثة أشهر لجميع المباريات (بما في ذلك الودية) وبما أن الإجازات لم تحسب، لم يتمكن أي فرد من العودة للعب في الدوري الإسباني إلا في منتصف أكتوبر 1984، لموسم 1984/85، لكن العقوبة لم تكن قابلة للتطبيق على الفريق الإسباني الذي كان من المقرر أن يلعب بطولة أوروبا في فرنسا، في النهاية لم ينفذ أي العقوبة، انتقل مارادونا إلى نابولي (التي كانت آخر مباراة رسمية له) وكان هناك عفو عام عن الآخرين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←