نظرية ستراوس-هاو الجيلية (أو ما يعرف أيضًا بنظرية الحلقة الرابعة) هي نظرية من تطوير المؤلفين ويليام ستراوس ونيل هاو، وهي تفترض وجود دورة أجيال متكررة في التاريخ الأمريكي. طبقًا لتلك النظرية فإن الأحداث التاريخية تقترن بوجود شخصيات تتكرر أشباهها مع كل جيل جديد (تُعرف بالنماذج الأصلية). وتطلق كل شخصية جديدة العنان لعصر جديد (يُعرف بالحلقة الجيلية) حيث يتولد مناخ اجتماعي وسياسي واقتصادي جديد. في العادة تصمد الحلقات الجيلية لمدة تتراوح من 20 إلى 22 سنة، وهي تشكل جزءًا من دورة أكبر تُعرف باسم «دورة حياة البشر» (وهي فترة طويلة تتراوح بين 80-90 سنة تقارب فترة حياة الإنسان، وهي تُعرف بالوقت اللازم لاستبدال جميع سكان الأرض من البشر، وقد تتجاوز بعض الدورات تلك المدة). وتفترض النظرية أنه بعد كل دورة حياة بشرية جديدة تندلع أزمة متكررة في تاريخ الولايات المتحدة تتبعها فترة استشفاء (حلقة القمة). تتميز فترة الاستشفاء تلك بقيم اجتماعية ومؤسسية قوية. وفي نهاية المطاف تهاجم شخصيات الجيل الجديد المؤسسات القديمة وتضعفها بدعوى الرغبة في الاستقلالية والتمسك بالفردية ما يؤدي في النهاية إلى نشوء مناخ سياسي متقلب يعزز الظروف التي تؤدي إلى حدوث أزمة جديدة، وهلم جرًا.
وضع كلًا من ستراوس وهاو الأسس التي تستند عليها نظريتهم في كتاب «الأجيال (1991)» الذي يناقش تاريخ الولايات المتحدة باعتباره سلسلة من الأجيال المتعاقبة تعود في أصلها إلى عام 1584. وفي كتابهما المعروف باسم «الحلقة الرابعة (1997)» استفاض الكاتبان في شرح نظريتهما التي تختص بوصف دورة الأجيال التي تتألف من أربع مراحل، وأجواء العصور المتكررة في تاريخ الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين أضاف الكاتبان مزيدًا من التفاصيل إلى مفهومها الجديد من خلال عدة منشورات متنوعة. وقد طور الكاتبان هذا المفهوم بغرض وصف تاريخ الولايات المتحدة بما فيها المستعمرات الثلاث عشرة وأسلافها البريطانية. كما ناقش الكاتبان النزعات الجيلية في أماكن أخرى في العالم ولاحظا وجود دورات جيلية متشابهة في عدة بلدان متقدمة.
تباينت الآراء حول تلك النظرية، فقد أشاد البعض بستراوس وهاو إعجابًا بأعمالهما الجريئة والإبداعية، بينما انتقد البعض الآخر تلك النظرية لكونها حتمية بشكل مبالغ فيه وغير قابلة للتفنيد إلى جانب أنها لا تستند على أدلة قوية. وقد ركز النقاد على غياب الأدلة التجريبية القوية التي من شأنها أن تثبت مزاعم النظرية، واعتقاد المؤلفين بأن الفئات الجيلية تتفوق في قوتها ونفوذها على الفئات الاجتماعية الأخرى مثل الفئات الاقتصادية، والأعراق، والجنس، والدين، والأحزاب السياسية.
ويرى العديد من علماء التاريخ الأكاديميين أن أعمال ستراوس وهاو لا تتجاوز في مصداقيتها علم التنجيم أو نصوص نوستراداموس. كما وُصفت نظرية ستراوس-هاو بالعلم الزائف من قبل بعض المؤرخين والصحفيين، ويرى بعضهم أنها محض اختلاقات تاريخية تفصيلية لا يمكنها الصمود أمام التمحيص الأكاديمي.