لماذا يجب أن تتعلم عن نظرية التوسيع والبناء

تقترح نظرية التوسيع والبناء للمشاعر الإيجابية أن المشاعر الإيجابية (مثل المتعة والسعادة والبهجة، وربما الاهتمام والترقب) توسّع وعي الشخص وتشجع الأفكار والأعمال المُبتكرة والمتنوعة والاستكشافية. وبمرور الوقت، يبني هذا المخزون السلوكي الموسّع المهارات والموارد. مثلًا، يتحول حب استطلاع المناظر الطبيعية إلى معرفة ملاحية قيمة؛ والتفاعلات اللطيفة مع شخص غريب إلى صداقة داعمة؛ واللعب البدني بلا هدف إلى تدريب رياضي وتميّز بدني.

وهذا بعكس المشاعر السلبية، التي تثير سلوكيات ضيقة وفورية وموجهة نحو النجاة. فمثلًا، تؤدي مشاعر القلق السلبية إلى استجابة كر وفر محددة للنجاة الفورية. من ناحية أخرى، لا تملك المشاعر الإيجابية أي قيمة نجاة فورية، لأنها تأخذ عقل الإنسان بعيدًا عن الاحتياجات الفورية والضغوط النفسية. ولكن بمرور الوقت، تُعزز المهارات والموارد التي بُنيت من خلال السلوك الموسع القدرة على النجاة.

عند وقوع حدث مُهدد الحياة، يكون لدى الأشخاص عادةً مجموعة محددة من الاستجابات أو الحوافز الممكنة. إن امتلاك عدد محدود من الحوافز التي تستدعي اتجاهات عمل محددة يُسرّع وقت استجابة الشخص في هذه الحالات. بينما تُضيق المشاعر السلبية المختبرة أثناء المواقف المهددة للحياة مخزون التفكير والعمل للفرد، تقدم المشاعر الإيجابية إمكانيات جديدة، وتزود الفرد بمجموعة أكبر من الأفكار والإجراءات لاختيار الاعتماد عليها.

إن نظرية التوسيع والبناء هي استكشاف للوظيفة المتطورة للمشاعرالإيجابية. طوّرتها باربرا فريدريكسون ابتداءً من عام 1998، وهي ترتبط عادةً بعلم النفس الإيجابي.

تحظى نظرية التوسيع والبناء بدعم كبير. أجرت باربرا فريدريكسون دراسات مخبرية عشوائية مُنضبطة عُين فيها المشاركون عشوائيًا لمشاهدة أفلام تحفز مشاعر إيجابية مثل التسلية والرضا، أو مشاعر سلبية مثل الخوف والحزن، أو لا تحفز أي مشاعر. أظهر المشاركون الذين اختبروا مشاعر إيجابية مستويات عالية من الإبداع والإبتكار وتركيز الإدراك على «الصورة الكبيرة»، مقارنةً مع الأشخاص في الظروف الأخرى. أظهرت الدراسات التداخلية الطولية أن المشاعر الإيجابية تلعب دورًا في تنمية الموارد طويلة الأجل مثل المرونة النفسية والرفاهية. المشاعر الإيجابية ليست فقط علامة على الرفاهية، أو الازدهار والتوسع في الحياة بدلًا من البقاء على قيد الحياة ببساطة، بل يمكنها أيضًا المساعدة في خلق الازدهار في الحاضر والمستقبل. ولأن المشاعر الإيجابية تُوسع وتبني مخازن الأفكار والأفعال لفرد ما بشكل إيجابي، فهي تؤدي إلى زيادة في الموارد وإلى حياة أكثر رضا.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←