نظرية التهذيب (المُداراة/ الأدب/ التلطف/ الحياء) (بالإنجليزية: Politeness theory) هي نظرية بعلم التداوليات واللغويات عموماً. وتستخدم لوصف وتفسير كيفية قيام مستخدمي اللغة بتوجيه كلامهم ليُصار فهمه على أنه كلامٌ مؤدب أو مهذب أو لطيف أو غير مؤدب أو وقح أو محايد أو أي معنى يقع في ذلك الطيف من الحِمل المعنوي. ولتفسير هذا التعريف المتخصص، لنرى كيف يمكن لجملة ما أن تُفهم على أنها مؤدبة حيناً ووقحة حيناً آخر. مثلاً:
يقول أبٌ مبتهج لإبنه بعد أن حقق الأبن نجاحاً باهراً: «ذكي أنت! ماشاءالله!». هنا قد تُفهم الجملة على أنها جملة لطيفة، ويَقصد بها الأب تشجيع إبنه.
يقول مديرٌ ساخط لموظفه الذي أدلى باقتراح يراه المدير غير مناسب نهائياً أثناء اجتماع رسمي: «ذكي أنت! ماشاءالله!». هنا، من الصعب أن تُفهم الجملة على أنها جملة لطيفة أو تشجيعية. بل على الأرجح هي جملة يُقصد بها الإستهزاء والسخرية، إن لم توصف بالتعبير الوقح!
هذان المثالان هما جزء من طيف المعنى الذي يمكن لمستخدمي اللغة تحمله لكلامهم بغرض توجيهه ليكون إيجابياً أو سلبياً، وهذا الطيف من المعنى هو ما يدرسه مستخدموا هذه النظرية اللغوية.