تعتبر نظرية البعوض والملاريا (أو في بعض الأحيان نظرية البعوض) إحدى النظريات العلمية المتقدمة في النصف الأخير من القرن 19 والتي كشفت لغز انتقال الملاريا إلى الإنسان. تستند النظرية في الأساس إلى أن الملاريا تنتقل عن طريق البعوض خلافًا للاعتقاد الطبي القديم السائد بأن الملاريا تنتقل إلى البشر عن طريق الهواء الملوث أو المستنقعات. كان تشارلز إي جونسون أول من افترض تلك الفكرة العلمية في عام 1851، حيث جادل بأن المستنقعات ليس لها علاقة مباشرة بالإصابة بالملاريا. وعلى الرغم من نسيان فرضية جونسون سُلطت الأضواء مرة أخرى بعد افتراض نظرية جرثومية الأمراض في أواخر القرن 19. عندما اكتشف تشارلز لويس ألفونس لافران أن الملاريا تنجم عن الإصابة ببعض الطفيليات الأولية في عام 1880، أخذت نظرية المستنقع في التنحي جانبًا.
كان اكتشاف باتريك مانسون في عام 1877 أحد الاكتشافات الهامة والتي أفادت بقدرة البعوض على نقل طفيلات الفيلاريا للإنسان. لذا افترض ألبرت فريمان أفريكانوس كينج من خلال هذه الفرضية الغريبة أن البعوض كان مصدر الملاريا. بدأ مانسون في في أوائل 1890 في صياغة تلك الفرضية كاملةً بنفسه، وهي ما سميت في نهاية المطاف بنظرية البعوض والملاريا. تنتقل الملاريا من إنسان إلى آخر عن طريق البعوض وفقًا لما ذكره مانسون. تم إثبات تلك النظرية عمليًا من قبل صديق مانسون المقرب رونالد روس في أواخر الثمانينات. اكتشف روس أن الملاريا تنتقل عن طريق لدغات أنواع محددة من البعوض للبشر. فاز روس بجائزة نوبل في الفسيولوجيا أوالطب في عام 1902. قام مانسون بتوفير بعض الأدلة التجريبية من خلال إصابة بعض المتطوعين الأصحاء بالملاريا عن طريق البعوض الحامل للطفيليات. ومن ثَم أصبحت تلك النظرية أساس علم البحث في الملاريا وإستراتيجية مكافحة الملاريا.