اكتشاف قوة نصير الدين همايون

السُلطَانُ الأَعظَم والخَاقَانُ المُكرَّم جَامِع السَلطَنات الحَقِيقِيّ وَالمَجَازِيّ أَبُو المُظفَّر ميرزا نصيرُ الدين بك مُحمَّد خان همايون پادشاه غازي بن مُحَمَّدْ بَابُرْ بن عُمر شيخ الگوركاني (بالفارسية: السُلطان الأعظم والخاقان المُكرَّم میرزا نصیرالدین بیگ مُحمَّد خان همایون پادشاه غازى گورکانی، وبالأردية: السُلطان الأعظم والخاقان المُكرَّم میرزا نصیرالدین بیگ مُحمَّد ہمایوں پادشاه غازى گورکانی) (4 ذي القعدة 913 هـ - 15 ربيع الأول 963 هـ الموافق فيه 6 آذار (مارس) 1508م - 27 كانون الثاني (يناير) 1556م) هو ثاني سلاطين دولة المغول الهندية الذين حكموا شبه القارة الهندية طيلة 300 عام، وقد حكم البلاد من سنة 937 هـ المُوافقة لِسنة 1531م إلى سنة 946 هـ المُوافقة لِسنة 1540م وفي فترة أخرى من سنة 962 هـ المُوافقة لِسنة 1555م إلى سنة 963 هـ المُوافقة لِسنة 1556م.

وُلد نصير الدين همايون سنة 913 هـ الموافقة لسنة 1508م لظهير الدين بابر سلطان دولة مغول الهند وأمَّا أُم نصير الدين همايون فهي ماهم بيگم. تولَّى همايون عرش السلطنة بعد وفاة أبيه وهو يبلغ من العمر تقريباً 22 سنة في يوم 9 جُمادى الأولى 937هـ المُوافق فيه 29 كانون الأوَّل (ديسمبر) 1530م. ورث همايون عن والده مُلكًا قام على الفتح والقهر، ولم يتمكَّن، خِلال مُدَّة حُكمه القصيرة، من تدعيم هذا المُلك، فترك لِخلفه دولةً مُفكَّكة الأوصال لا تتدعَّم إلَّا بِالقُوَّة، ولم يكن همايون من القُوَّة والذكاء بحيثُ يستطيع أن يُنجز ما لم يستطع أبوه إنجازه، بل إنَّهُ على العكس أضاف متاعب جديدة بِفعل لينه وتصرُّفاته المُتناقضة، كما ترك لهُ أبوه خزينة خاوية استنفدت هباتُه وعطاياه من أموالها أكثر مما استنفدتهُ حُروبه وغزواته. حرص همايون في بداية عهده على تنفيذ وصيَّة والده بابُر بِشأن تعيين إخوته حُكَّامًا على الأقاليم المُختلفة، وأبدى عطفًا شديدًا عليهم، وأحسن مُعاملتهم، ولكنهم لم يُبادلوه هذا العطف، ولم يكونوا معه، وظاهروه بِالعداوة، وطمع كُلٌ منهم في زيادة رُقعة بلاده، فازداد تفكُك الدولة ونشبت الحُرُوب الأهليَّة بينهم. وممَّا زاد الطين بلَّة تقاتل أقرباء همايون فيما بينهم ومُقاتلتهم همايون نفسَه، بعد أن ملكوا عصب الحرب وأسلحتها بعد أن عيَّنهم بابُر أُمراءً في بلاطه.

كان من نتيجة تراخي همايون في كسب ود أُمراء والده ولينه وتناقُضاته وكرمه المُفرط وفُتُور همَّته في القضاء على أعدائه أن خسر عرشه لِصالح شير شاه الأفغاني بعد معركةٍ كادت أن تودي بِحياته، فاضطرَّ أن يخرج من الهند كُلِّها والتجأ إلى الدولة الصفويَّة في إيران، فاحتمى بِالشَّاه طهماسب الأوَّل الذي أكرمه وأحسن ضيافته، تاركًا حُكم الهند لِلأفغان، وبِذلك ذهبت كُل الجُهُود التي بذلها أبوه بابُر في فُتُوحه أدراج الرياح. عاد همايون إلى الهند بعد 15 سنة من مُكوثه في المنفى، فاسترجع عرشه بِمُساعدة بعض الأُمراء المُخلصين له مُستغلًا الانقسامات في صُفوف خُلفاء شير شاه وثورات الناس ضدَّهم، لكنَّهُ لم يهنأ بانتصاراته مُدَّة طويلة، فقد التوت قدمه وهو ينزل سلالم مكتبته فوقع مُغشيًا عليه، ولم يلبث أن أسلم الروح نتيجة إصابته، وكان في الحادية والخمسين من عُمره. تأثَّر همايون تأثرًا كبيرًا بِالثقافة والفُنُون الفارسيَّة أثناء إقامته في إيران، فاقتبس الكثير من تلك الحرفيَّات ومن أنماط العمارة والنقش ونقلها معهُ إلى الهند. وعلى الرُغم من أنَّ همايون لم يكن حاكمًا مثاليًّا من الجهة السياسيَّة، إلَّا أنَّ صفاته الشخصيَّة وميله إلى المُسالمة والتديُّن والصبر واللين والكرم جعل الناس في الهند، وبالأخص المغول، يُلقبونه «الإنسان الكامل».

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←