النشاط القيادي هو مفهوم يستخدم ضمن مجال نظرية النشاط الثقافي التاريخي لوصف النشاط -أو العمل البشري التعاوني- الذي يلعب الدور الأساسي في نمو الطفل خلال فترة ما من نموه. بالرغم من أن العديد من النشاطات قد تلعب دوراً في نمو الطفل خلال أي فترة مفترضة، إلا أن النشاط القيادي يفترض أن يكون نوع التواصل الاجتماعي الأكثر فائدة من ناحية إنتاج إنجازات كبيرة في عملية النمو. من خلال الانخراط في نشاطات قيادية يطور الطفل مجالاً واسعاً من القدرات مثل التواصل العاطفي مع الآخرين والاندفاع للمشاركة في نشاطات اجتماعية أكثر تعقيداً وتشكيل قدرات معرفية جديدة وإعادة بناء القدرات المعرفية السابقة (بودروفا وليونغ 2007:98).
استُخدم مصطلح «النشاط القيادي» لأول مرة من قبل ليف فيغوتسكي (1967: 15-17) في وصف اللعب الدرامي الاجتماعي كنشاط قيادي ومصدر للنمو لدى الأطفال قبل سن المدرسة، لكن هذا لم يدخل ضمن نظرية فيغوتسكي لنمو الأطفال.
إلا أن أليكسي ليونتيف وبعض «الفيغوتسكيين الجدد» مثل ألكسندر زابوروزيتس ودانييل إلكونين (زابوروزيتس وإلكونين 1971) قاموا فيما بعد بجعل هذا المفهوم عنصراً أساسياً في نظرية النشاط حول نمو الأطفال. توسع هذا المفهوم حالياً ليشمل مراحل أو فترات مختلفة من النمو البشري.
يعتبر مفهوم النشاط القيادي جزءاً من نظرية أكثر شمولاً تسعى إلى جمع الجوانب المعرفية والتحفيزية والاجتماعية للنمو. على الرغم من العدد الكبير من التقارير الوصفية المفصلة للأشكال التنموية من الذاكرة والإدراك والقدرة المعرفية في مراحل مختلفة من الطفولة (مثل أعمال جان بياجيه) كثيراً ما يفتقد التوصيف لكيفية وسبب تطوير الطفل لهذه العمليات النفسية (كاربوف 2003: 138). يسعى استكشاف النشاطات القيادية إلى الإضاءة على هذه الأسئلة. بدلاً من البلوغ البيولوجي أو التعلم بالتحريض والاستجابة، يُنظر إلى أنواع محددة من النشاط الاجتماعي على أنها مولدة للنمو البشري. بسبب اهتمامها بالآليات السببية دُعيت النظرية الفيغوتسكية الجديدة بـ «أكثر المقاربات شمولاً لمشكلة محددات وآليات نمو الأطفال (كاربوف 200: 138)».