اكتشاف قوة نستعليق

خط النَّسْتعْليق هو أحد الخطوط الرئيسية الإسلامية المستخدمة في الفارسية والأوردية والتركية العثمانية وكذا في العربية فيعرف أيضًا بالخط الفارسي والخط الفارسي المنسوخ أو النّسخ المعلّق. مُستَمدّ من النسخ والتعليق فسمي نسخ التَّعليق. أقدم ما كُتِب به مخطوط كَتبَه أبو بكر البيهقي سنة 430 هـ/ 1038 م. جوّده في العصر التيموري مير علي التبريزي في القرن الثامن هـ/ الرابع عشر م وهو تقليديًا النمط السائد في فن الخط الفارسي.

يعرف خط النستعليق بمكانته الجمالية بين الأقلام الستة، وما زال يستعمله الخطاطون المسلمون في المشرق الإسلامي والعربي. يسمى هذا الخط أحيانًا التعليق ونسختعليق إذ أن الفرس أدخلوا على خط النسخ رسومًا وأشكالًا زائدة ميزته عن أصله، وسمى بهذه الأسماء وذلك في القرن الثالث الهجري. ومعروف لدى العرب بالخط الفارسي باعتباره منسوبًا إلى بلاد فارس، كما يسمى عند الأتراك تعليقًا ويسمى عند الفرس أنفسهم بنستعليق اختصارًا لكلمتي نسخ وتعليق.

اختلفت قواعد وقياسات الحروف في هذا الخط بين الخطاطين الإيرانيين والأتراك العثمانيين بعض الشيء، ولكن الإيرانيين أجادوه. هو خط يخضع للتوازن والجمال في تكوينه، وعلى الكاتب التصرف الحسن في رسم الحروف في الكلمات بارتفاع ومدات واتزان بالقدر الذي يزيد في جمال هيئته العامة في السطر. وهذا الخط يعتبر تقليديًا الخط الرئيسي في الأبجدية الفارسية والأردية وقد استعمله الخطاطون الإيرانيون والأفغان والهنود والعثمانيون منذ القرن الخامس الهجري، وبقيت آثارهم تراثًا فنيًا إسلاميًا بين الخطوط العربية الأخرى.

ينسب اختراع خط النستعليق إلى الخطاط مير علي التبريزي الذي كان يعمل في بلاط التيموري، وخلفه ابنه عبد الله فأتمّ بعض التفاصيل في هذا الخط الجديد. وكان له تلميذان مشهوران، أولهما جعفر التبريزي الذي كانت له رئاسة أربعين خطاطًا في بلاط أمير بايسنقر. والثاني هو أظهر التبريزي، وقد كان دائم التنقل فسكن عدة حواضر إيرانية وإسلامية كبرى، فانتشر أسلوبه في الخط. من أعظم تلاميذه سلطان علي المشهدي الذي ذاع صيته في بلاط حسين بايقرا في هراة في أواخر القرن التاسع الهجري. وبعد ذلك ظهر العديد من الأساتذة الذين احترفوا الخط وبرعوا في النستعليق، وقد استمرت سلسلة تعليم هذا الخط من قبلهم في العصر الصفوي مرورًا بالقاجاري والمعاصر.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←