مِيُونِخ أو مِيُونيخ (بالألمانية: München، وتُلفظ: مينشن)، هي عاصمة ولاية بافاريا وأكبر مدنها من حيث عدد السكان، وتقع في جنوب ألمانيا. ووفقًا لإحصاءات 30 نوفمبر 2024، بلغ عدد سكانها 1,604,384 نسمة، مما يجعلها ثالث أكبر مدينة ألمانية بعد برلين وهامبورغ. وتُعدّ ميونخ أكبر مدينة ألمانية لا تُعد ولاية مستقلة بحد ذاتها.
تحتل ميونخ المرتبة الحادية عشرة بين أكبر مدن الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان. ويُقدّر عدد سكان منطقتها الحضرية بنحو 3 ملايين نسمة، بينما يبلغ عدد سكان منطقة ميونخ الحضرية الكبرى نحو 6.2 مليون نسمة، ما يجعلها ثالث أكبر منطقة حضرية في الاتحاد الأوروبي من حيث الناتج المحلي الإجمالي.
تقع المدينة على نهر إيسار إلى الشمال من جبال الألب، وهي مقر الحكومة الإدارية لمنطقة بافاريا العليا. تُعد ميونخ أكثر بلديات ألمانيا كثافةً سكانية (تبلغ 4,500 نسمة لكل كيلومتر مربع)، كما أنها ثاني أكبر مدينة ناطقة بلهجة بافاريا بعد فيينا.
يعود أول ذكر موثّق لميونخ إلى عام 1158. وقد أدّت دورًا بارزًا في تاريخ بافاريا وألمانيا. وخلال عصر الإصلاح الديني، بقيت معقلًا للكاثوليكية. وأصبحت عاصمة لمملكة بافاريا عام 1806، وتطورت لاحقًا لتصبح مركزًا للفنون والعمارة والثقافة والعلوم. حكمتها أسرة فيتلسباخ حتى عام 1918، عندما أطاحت بها الثورة الألمانية التي اندلعت في 1918–1919، والتي شهدت أيضًا قيام "جمهورية بافاريا السوفيتية" قصيرة العمر.
في عشرينيات القرن العشرين، أصبحت ميونخ مركزًا للحركات السياسية، وعلى رأسها صعود الحزب النازي، حتى لُقّبت بـ"عاصمة الحركة". تعرضت المدينة لقصف مكثّف خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن معظم معالمها التاريخية أُعيد ترميمها لاحقًا. شهدت المدينة نموًا سريعًا في عدد السكان والاقتصاد بعد الحرب، واستضافت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1972.
تُعد ميونخ اليوم مركزًا رئيسيًا للعلوم والتكنولوجيا والمال والابتكار والأعمال والسياحة، وتتمتع بمستوى معيشي مرتفع؛ إذ صنفتها دراسة مؤسسة ميرسر عام 2018 كأفضل مدينة للعيش في ألمانيا، والثالثة عالميًا. كما اختارتها مجلة Monocle في العام نفسه كأفضل مدينة للعيش في العالم. ومن جهة أخرى، تُعتبر ميونخ من أغلى المدن الألمانية في أسعار العقارات والإيجارات. وفي عام 2023، شكّل الأجانب 30.1% من سكان المدينة، بينما بلغ عدد المواطنين الألمان من أصول مهاجرة 19.4%.
يعتمد اقتصاد ميونخ على قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، وصناعة السيارات، والخدمات، وتكنولوجيا المعلومات، والتقنيات الحيوية، والهندسة، والإلكترونيات. وتضم المدينة مقار العديد من الشركات متعددة الجنسيات، مثل بي إم دبليو، وسيمنز، وأليانز، ومجموعة ميونيخ لإعادة التأمين. كما تحتوي على جامعتين بحثيتين وعدد كبير من المؤسسات العلمية. وتُعرف ميونخ بهندستها المعمارية، ومؤسساتها الثقافية، وفعالياتها الرياضية والمعارض، فضلًا عن مهرجان أكتوبر الشهير، أكبر مهرجان شعبي في العالم.