اكتشف أسرار موسيقى القرن العشرين

خلال القرن العشرین كانت هناك زیادة هائلة في تنوع الموسیقا التي يمكن للناس الوصول إلیها. قبل اختراع أقراص الفونوغراف في الأسواق الكبرى (طوِّر في عام 1892) والبث الإذاعي (جرى القیام به تجارياً في البداية ما بین 1919-1920 تقریباً)، استمع الناس أساسًا إلى الموسیقا في الحفلات الموسیقیة الكلاسیكیة الحیّة/المباشرة أو عروض المسرح الموسیقیة، والتي كانت باهظة الثمن بالنسبة للعديد من الناس ذوي الدخل المنخفض؛ على مشغلات الفونوغراف البدائية (تقنیة اختُرعت عام 1877 ولم تُسوَّق على نطاق واسع حتى منتصف القرن العشرين)؛ أو تأدية الأفراد للموسیقا أو غناء الأغاني على أساس الهواية في المنزل، وذلك باستخدام القطع الموسیقية، الأمر الذي یتطلب القدرة على الغناء والعزف وقراءة الموسیقا. كانت هذه المهارات تقتصر بشكل أو بآخر على أفراد الطبقة الوسطى والطبقة العلیا. من خلال توافر أقراص الفونوغراف والبث الإذاعي في الأسواق، یمكن للمستمعین شراء التسجیلات أو الاستماع عن طريق الرادیو إلى التسجیلات أو البث المباشر لمجموعة متنوعة ضخمة من الأغاني والمقطوعات الموسیقیة من جمیع أنحاء العالم. وقد مكّن ذلك مجموعة أوسع من الناس من الاستماع إلى عروض سيمفونيات الموسيقا الكلاسیكیة والأوبرا التي لن یتمكنوا من سماعها حيّة/مباشرة، إما بسبب عدم قدرتهم على شراء تذاكر الحفل المباشر أو لأن هذه الموسیقا لم تُنفَّذ في منطقتهم.

كان التسجیل الصوتي أیضًا مؤثراً كبیراً على تطویر أنواع الموسیقا الشائعة، لأنه جعل تسجیلات الأغاني والفرق الموسيقية موزّعة على نطاق واسع وبشكل غير مكلف في جمیع أنحاء البلاد أو حتى، لبعض الفنانین، في جمیع أنحاء العالم. تطویر إنتاج غیر مكلف نسبیًا للموسیقا عبر مجموعة متتالیة من التنسیقات بما في ذلك سجلات الفینیل (الفونوغراف) والأشرطة المدمجة والأقراص المدمجة (التي طُرحت عام 1983)، وبحلول منتصف التسعینیات من القرن الماضي، تسجیلات الصوت الرقمیة ونقل أو بث تسجیلات صوتیة لعروض الموسیقا على الإذاعة أو تسجیلات الفیدیو أو العروض الحیة على شاشات التلفزیون، وبحلول التسعینیات من القرن الماضي، منحت التسجیلات الصوتیة والمرئیة عبر الإنترنت، باستخدام تبادل الملفات من التسجیلات الصوتیة الرقمیة، للأفراد من مجموعة واسعة من مختلف الطبقات الاجتماعیة والاقتصادیة وصولاً إلى مجموعة متنوعة من عروض الموسیقا عالیة الجودة لفنانین من جمیع أنحاء العالم. كان لإدخال التسجیل متعدد المسالك/المسارات في عام 1955 واستخدام المزج تأثیر كبیر على موسیقا البوب والروك، لأنه مكّن منتجي التسجیلات من مزج وتجاوز العدید من طبقات المسارات الموسیقیة والأصوات، مما يخلق أصوات جدیدة لن يكون ممكناً وجودها في البث المباشر. أدى تطویر تقنیات تسجیل الصوت وهندسة الصوت والقدرة على تحریر هذه التسجیلات إلى ظهور أنواع فرعیة جدیدة من الموسیقا الكلاسیكیة، بما في ذلك مدارس الموسيقا الملموسة/الكونكريت (Musique concrete 1949) ومدارس الأكوزماتك (acousmatic 1955) للتأليف/التركيب الإلكتروني. في السبعینیات من القرن العشرین، بدأ موسیقیو الهیب هوب من أصل أفریقي یستخدمون أسطوانة تسجيل الموسيقا كآلة موسیقیة، وخلقوا تأثیرات «تشوش» إیقاعیة وعنیفة عن طریق التلاعب بقرص فينيل على القرص الدوار.

في عهد بيتهوفن وفيلكس مندلسون في القرن التاسع عشر، كانت الأوركسترا تتألف من مجموعة معيارية إلى حد ما من الأدوات التي نادراً ما كانت تُعدّل. ومع تقدم الزمن، وبينما شهد العصر الرومانسي تغييرات في التعديل المقبول مع ملحنين مثل بيرليوز وماهلر، رأى القرن العشرين أنه من الممكن للمؤلف أن يختار الآلات بيده/بنفسه. وقد أستخدم السكسفون في بعض فرق الأوركسترا في القرن العشرين مثل السيمفونيات رقم 6 و9 لفوغان ويليامز ووليمة بيلشازار لويليام والتون، والعديد من الأعمال الأخرى بوصفه عنصراً في فرقة الأوركسترا. وتضم أوركسترا القرن العشرين عموماً قسماً للآلات الوترية، وآلات النفخ الخشبية، وآلات النفخ النحاسية، والآلات الايقاعية، والبيانو، والسيليست، والقيثارة، وغيرها من الأدوات التي تُدخَل حسب المناسبة، مثل الإيتار الكهربائي والبيس (مصحح الذبذبات) الكهربائي.

شهد القرن العشرين ابتكارات هائلة في الأنماط الموسيقية. اكتشف الملحنون ومؤلفو الأغاني أشكالاً وأصواتاً جديدة تتحدى قواعد الموسيقا المقبولة في الفترات السابقة، مثل استخدام الأوتار الموسعة والأوتار المعدلة في فترة أربعينيات القرن الماضي في موسيقا جاز البيبوب. وقد سمح تطور أجهزة الإيتار القوية ذات الصوت العالي ونظم تقوية الصوت في الستينيات والسبعينيات للفرق الموسيقية بإقامة حفلات كبيرة حیث كان بإمكان حتى أصحاب التذاكر الأقل تكلفة سماع العرض. جرّب الملحنون ومؤلفو الأغاني أنماطاً موسيقية جديدة، مثل الاندماج النوعي (مثال على ذلك اندماج موسيقا الجاز والروك في أواخر الستينيات لإنشاء الجاز المدمج). واستخدم الملحنون والموسيقيون آلات وأجهزة موسيقية كهربائية وإلكترونية ورقمية جديدة. وفي الثمانينيات من القرن الماضي، أُنشئت بعض أنماط الموسيقا، مثل أنواع موسيقا الرقص الإلكتروني مثل موسيقا الهاوس، إلى حد كبير باستخدام أجهزة السِنثسَيزر والطبول. وقد سمحت وسائل النقل الأسرع مثل رحلات الطائرات للموسيقيين والمعجبين بالسفر على نطاق أوسع لتقديم العروض أو الاستماع إليها، مما زاد من انتشار الأساليب الموسيقية.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←