نبذة سريعة عن موسيقى إفريقية

الموسيقى التقليدية في إفريقيا قديمة تاريخياً وغنية ومتنوعة، نظراً للمساحة الشاسعة في القارة، حيث تتمتع مناطق ودول مختلفة في إفريقيا بالعديد من التقاليد الموسيقية المتميزة. الموسيقى في إفريقيا مهمة جداً عندما يتعلق الأمر بالدين. وتُستخدم الأغاني والموسيقى في الشعائر والاحتفالات الدينية لنقل القصص من جيل إلى جيل، وأيضاً للغناء والرقص عليها.

تُمرّر الموسيقى التقليدية في معظم القارة شفهيًا (أو سماعيًا) ولا تتم كتابتها. في التقاليد الموسيقيّة الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى، يُعتمد في كثير من الأحيان على آلات الإيقاع من جميع الأنواع، بما في ذلك السيلوفون (الخشبية)، الدجمباي (نوع من الطبول الإفريقية)، الطبول، والآلات الموّلدة للنغمات مثل الكاليمبا (الأمبيرا) أو «بيانو الإبهام».

تشمل موسيقى ورقصات الشتات الإفريقي، التي تشكلت بدرجات متفاوتة نسبةً للتقاليد الموسيقية الإفريقية، الموسيقى الأمريكيّة والعديد من أنواع الموسيقى الكاريبيّة، مثل السوكا والكاليبسو «انظر كايزو» والزوق. وقد تأسست أنواع الموسيقى في أمريكا اللاتينية مثل الرومبا والكونجا والبومبا والكومبيا والسالسا والسامبا على موسيقى العبيد الأفارقة، والتي أثرت بدورها على الموسيقى الشعبية الإفريقية.

تكون الموسيقى الإفريقية إيقاعية جداً مثل موسيقى آسيا والهند والشرق الأوسط. وتتألف الموسيقى الإفريقية من أنماط إيقاعية معقدة، غالبًا ما تتضمن إيقاعًا واحدًا يُعزف مقابل آخر لإنشاء إيقاع متعدد. يعزِف الإيقاع الأكثر شيوعًا ثلاث دقات فوق اثنتين، مثل ثلاثية تُعزف على نوتات مستقيمة. بعيداً عن الطبيعة الإيقاعية للموسيقى، تختلف الموسيقى الإفريقية عن الموسيقى الغربية، إذ إن مختلف أجزاء الموسيقى لا تجتمع بالضرورة بطريقة متناغمة. يهدف الموسيقيون الإفريقيون إلى التعبير عن الحياة من جميع جوانبها من خلال الصوت. وقد تمثل كل آلة أو جزء جانباً معيناً من جوانب الحياة أو طابعاً مختلفاً؛ فالتيمة الرئيسية لكل آلة/ جزء مهمة أكثر من الكيفية التي تتواءم بها الآلات والأجزاء المختلفة معاً.

ليست هناك للموسيقى الإفريقية تقاليد مكتوبة؛ هناك موسيقى مكتوبة قليلة أو معدومة للدراسة أو التحليل. وهذا ما يجعل من المستحيل تقريبًا أن نميز الموسيقى -وخاصة الألحان والنغمات- من قبل الفرق الغربية. هناك اختلافات بسيطة في النغمة لا تترجم بسهولة إلى الترميز الغربي. ترتبط الموسيقى الإفريقية ارتباطاً وثيقاً بالمقاييس الغربية، الرباعي (ثلاث نوتات)، والخماسي (خمس نوتات)، والسداسي (ست نوتات)، والسُباعي (سبع نوتات). ويتحقق الانسجام في اللحن من خلال الغناء في ثلاثيات أو رباعيات أو خماسيات متوازية. ومن بين الأشكال الأخرى التي تمّيز الموسيقى الإفريقية طبيعة الاتصال والاستجابة الخاصة بها: فأحد الأصوات أو الآلات يعزف عبارة صوتية قصيرة، ويرددها صوت أو آلة أخرى. وتمتد طبيعة الاتصال والاستجابة إلى الإيقاع، إذ يعزف طبلٌ ما نمطاً إيقاعياً، ويردده طبل آخر يعزف نفس النمط. الموسيقى الإفريقية مرتجلة أيضاً. عادة ما يُعزف نمط إيقاعي أساسي مع طبّال ثم تُرتجل أنماط جديدة مبنيّة على الأنماط الأصلية الثابتة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←