نبذة سريعة عن موجة النسوية الرابعة في إسبانيا

الموجة النسوية الرابعة في إسبانيا، وهي معنية بالمشاركة الرقمية في المساحات الافتراضية، بالإضافة إلى تشجيع المناقشات وحشد القوة الجماعية لإحداث التغيير. تتمحور الموجة النسوية الرابعة في إسبانيا حول محاربة النظم الأبوية، وإدانة العنف والتمييز واللامساواة ضد المرأة. فضلًا عن ذلك، تسعى إلى تحقيق المساواة الحقيقية والفعلية بين النساء والرجال. تشتمل الموجة النسوية الرابعة في إسبانيا على عدة مواضيع رئيسية، يتجسد أولها وأهمها –من حيث ارتباطه بالشأن الإسباني- في العنف ضد المرأة. تنطوي المواضيع الأخرى على إلغاء الدعارة، وإدانة المواد الإباحية، ودعم الإجهاض القانوني، والنهوض بأصوات النساء، ومنح النساء والرجال الفرصة في الحصول على إجازة الأبوة على قدم المساواة، ومعارضة تأجير الأرحام، وتحقيق المساواة الاقتصادية وتكافؤ الأجور.

تأثرت هذه الموجة بكل من النسوية أندريا دوركين والنسوية التشيلية أندريا فرانوليك، بالإضافة إلى بعض الأعمال مثل كيف تصبحين امرأة للكاتبة كاتلين موران، وغرفة تخص المرء وحده للكاتبة فيرجينيا وولف، والجنس الآخر لسيمون دي بوفوار، وعلينا أن نكون جميعًا نسويين لشيماماندا نغوزي أديشي، ومذكرات كارلوتا البنفسجية للكاتبة غيما ليناس.

انبثقت الموجة النسوية الإسبانية الرابعة بصفتها رد فعل على السياسة المحافظة في ثمانينات القرن العشرين، بالإضافة إلى المشكلة الأكبر التي واجهت نسويات أمريكا اللاتينية وأوروبا ومنعتهن من تحقيق أهدافهن تزامنًا مع خضوع النسوية إلى سلطة الدولة إلى حد كبير. تضافرت هذه القوى في تسعينيات القرن العشرين بعد رفض نسوية أحمر الشفاه والنسوية الاستهلاكية والنظرية الكويرية الأمريكية، إذ شرعت النساء في تقديم مطالبهن المتعلقة بالعنف القائم على الجندر والجنس ردًا على بعض الأحداث كمقتل أنا أورانتس في غرناطة في السابع عشر من ديسمبر من عام 1997 مثلًا. أسفرت هذه الأحداث عن تكثيف المناقشات الإعلامية حول قضية تصوير المرأة والعنف ضدها، إذ أصبحت النكات التي تتحدث عن ضرب الرجل لزوجته أو الرجل لحبيبته غير مقبولة على الشاشات التلفزيونية. أدى العنف الموجّه ضد المرأة جنبًا إلى جنب مع جهود الناشطات عبر الإنترنت في حشد النساء للوقوف ضد هذا العنف إلى انطلاق الموجة النسوية الرابعة. بلغت الموجة النسوية الرابعة في إسبانيا ذروتها في عام 2018، ويعود السبب في ذلك إلى النجاح في حشد عدد كبير من النساء للنزول إلى الشوارع، بالإضافة إلى عدد من العوامل المختلفة الأخرى. أصبحت القضايا التي تنادي بها نسويات الموجة الرابعة محور العديد من المحادثات السياسية والانتخابات العامة الإسبانية في عام 2019.

ساهمت العديد من الأحداث المهمة في تحفيز انطلاق الموجة النسوية الرابعة في إسبانيا، بما في ذلك اغتيال مارتا ديل كاستيلو في عام 2009، وانطلاق حركة قطار الحرية في عام 2014، والخروج في مسيرة اليوم العالمي الأول للقضاء على العنف ضد المرأة في عام 2015، ومقتل ديانا كوير في عام 2016، والإضراب العام في يوم المرأة العاملة العالمي في عام 2018، وقضية اغتصاب لا مانادا في عام 2018. كانت بعض من هذه الأحداث بمثابة الخطوة الأولى للعديد من النسويات الإسبانيات، إذ مثّلن الفترة الأولى التي تحركت فيها النساء للاحتجاج ضد التمييز المؤسساتي في الجهاز القضائي الإسباني وإدانته. وفي المقابل، ركّزت الموجات السابقة على السماح للمرأة بالدخول إلى الحيز السياسي وحسب.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←