المواطنة العابرة للحدود القومية تعيد تعريف المفاهيم التقليدية للمواطنة وتستبدل بولاءات الفرد الوطنية لبلد محدد القدرةَ على العيش في دول متعددة القوميات، كما يتضح في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. خلافًا للمواطنة القومية، حيث يتعامل الأفراد ضمن نطاقات معينة مع دولة سيادية واحدة، تخطى مفهوم المواطنة العابرة للحدود القومية الحدود الإقليمية الموضوعة سابقًا بغية خلق مفهوم عصري لـ«الانتماء» في مجتمع متزايد العولمة. بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا إلى أن المفاهيم المتصورة عن المواطنة تكون أحيانًا مقسمة بين الأشكال الفردية والاجتماعية والوطنية للشخصية، فإن هذه القطاعات الثلاثة جميعها تساهم في بلورة معنى المواطنة العابرة للحدود القومية. يمكن تعريف مواطنة الدولة على أنها فرد يتجلى إحساسه بالانتماء من خلال تبني قيم البلد الديمقراطية الليبرالية في النطاق العام للحياة. عندما يطبق الفرد مفهوم المواطنة العابرة للحدود القومية، سيحصل على فرصة التداخل الاجتماعي في المجتمعات المتعددة. أبرز مثال للمواطنين العابرين للحدود القومية الذين يوظفون مفهوم المواطنة العابرة للحدود سياسيًا بين دولتين هو السياسي الدومينيكاني الذي يستفتي المجتمع الدومينيكاني الأمريكي ذا الكثافة العالية في بوسطن بولاية ماساتشوستس من أجل الحصول على أصوات إضافية في دعايته الانتخابية مع أنه يعيش في سانتو دومينغو.
في ما يتعلق بتصنيفات أشكال الانتماء الاجتماعية والفردية، يتميز المواطنون العابرون للحدود القومية بالهويات والولاءات المتعددة، وأحيانًا يتنقلون بين دولتين أو أكثر، ما يمكنهم من تكوين شبكات ضخمة لمهام مختلفة. كما هو الحال بالنسبة إلى المواطنة العالمية والدولية، تتكون المواطنة ذات القوميات المتعددة من عضويات عابرة للحدود القومية ذات طبقات متعددة لمجتمعات محددة. يرتكز مفهوم المواطنة العابرة للحدود القومية على فكرة أن الإطار العالمي الجديد المتناسب مع المجاميع الثانوية للشخصيات القومية سيحل محل مفهوم الانتماء لدولة قومية واحدة. في نموذج الإدراك العالي لمفهوم المواطنة العابرة للحدود القومية، «تتحول الدول إلى واسطة بين النطاق المحلي والعالمي». إن إنشاء مفهوم المواطنة العابرة للحدود القومية سيضعف الروابط بين الأقاليم والمواطنة ومن ثم سينتج عنه تجديد في النظام العالمي الذي سيغير بدوره قدرة الأفراد على التفاعل مع المؤسسات الحكومية إلى الأبد.