فك شفرة منعكس الغوص

يُعرف منعكس الغوص، الذي يُطلق عليه أيضًا استجابة الغوص أو منعكس الغوص لدى الثدييات، بأنه مجموعة من الاستجابات الفسيولوجية للانغمار في الماء، والتي تتجاوز ردود الفعل الاستتبابية (homeostatic) الأساسية، وقد رُصد هذا المنعكس في جميع الفقاريات التي تتنفس الهواء والتي خضعت للدراسة حتى الآن. يعمل هذا المنعكس على تحسين عملية التنفس من خلال توزيع مخزون الأكسجين بشكل تفضيلي إلى القلب والدماغ، مما يسمح بالبقاء مغمورًا في الماء لفترات مطولة.

يظهر منعكس الغوص بشكل قوي لدى الثدييات المائية مثل الفقمات، وثعالب الماء، والدلافين، وفئران المسك، كما يوجد بدرجة أقل في كائنات أخرى، بما في ذلك الأطفال الرضع حتى عمر ستة أشهر (راجع السباحة عند الرضع)، وبعض الطيور الغاطسة مثل البطاريق والبط. يُظهر البالغون من البشر استجابة خفيفة عمومًا، مع استثناء ملحوظ لشعب الساما-باجاو (Sama-Bajau)، الذين يمارسون الصيد بالغوص.

يُحفز منعكس الغوص بشكل خاص عند تبريد وترطيب فتحتي الأنف والوجه أثناء حبس النفس، ويُحافظ عليه من خلال المعالجة العصبية التي تنشأ من مستقبلات الضغط الكيميائية السباتية (cardiac output). وأكثر التأثيرات الملحوظة لهذا المنعكس تظهر في الجهاز القلبي الوعائي، حيث يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية الطرفية وإبطاء معدل ضربات القلب وإعادة توجيه تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية للحفاظ على الأكسجين، بالإضافة إلى إطلاق كريات الدم الحمراء المخزنة في الطحال، كما يؤدي في البشر إلى حدوث اضطرابات في نظم القلب. ومع أن الحيوانات المائية طورت تكيفات فسيولوجية عميقة للحفاظ على الأكسجين أثناء الغوص، فإن انقطاع التنفس ومدته، وبطء القلب (bradycardia)، وتضيق الأوعية الدموية، وإعادة توزيع النتاج القلبي تحدث أيضًا في الحيوانات البرية بصفتها رد فعل عصبي، لكن التأثيرات تكون أكثر وضوحًا لدى الغواصين الطبيعيين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←