لماذا يجب أن تتعلم عن منطقة منبج

منطقة منبج منطقة سورية إدارية تتبع محافظة حلب ومركزها مدينة منبج، بلغ تعداد سكان المنطقة 408,143 نسمة حسب التعداد السكاني لعام 2004.



تاريخ منبج:

لا أحد يعلم متى تأسست مدينة منبج، ولكن يُقال أن مابوغ (منبج) تأسست في الألف الثاني قبل الميلاد على أيدي الحثيين الذين سيطروا على بلاد شمال سورية ولكنّ المعلومات المتوفرة عن منبج في تلك الحقبة تتمثل بذكر بسيط جدًا خلال الحكم الآشوري، وكذلك الأمر بالنسبة للعصر الآرامي، حيث كانت منبج جزءً من مملكة «بيت عديني» الآرامية الواقعة بين البليخ شرقًا وضفتي نهر الفرات الأوسط غربًا، وكانت عاصمتها مدينة برسيب (تل أحمر حاليًا وهي قرية صغيرة تقع على الجهة الغربية لنهر الفرات وتبعد عنه 1 كم، وتبعد 9كم عن بلدة شيوخ تحتاني نحو الجنوب الشرقي) الواقعة إلى الجنوب من مدينة جرابلس، واستولى شلمانصر الثالث ملك الاشوريون على "Mnbg" أو (Manbug) أي (منبج) عام 856 قبل الميلاد وغير اسمها إلى (ليتا آشور), وبنى فيها قصرًا ملكيًا، ثم استعاد الملك الآشوري تيغلات بلاصير الثالث السيطر عليها في عام 738 قبل الميلاد. l ، وقد اعطى (معبد الإلهة أتارجتيس) للمدينة أهمية فائقة للآراميين على الصعيد السياسي والديني، وخصوصًا نهاية الإمبراطورية الأخمينية. وهناك ملكين معروفين من ملوك مملكة «بيت عديني» وهما أبياتي وعبد الحداد. مصير الملك عبد حداد غير معروف، ومنبج كانت تتمتع بقوة في ظل حكم الإمبراطورية المقدونية.وازدهرت منبج في ظل حكم السلوقيين الذين جعلوها المحطة الأهم على طريقهم الرئيسي بين أنطاكية وعاصمتهم مدينة سلوقية التي تقع على نهر دجلة.تم نهب المعبد من قبل كراسوس (هو الملك الذي قتل سبارتاكوس عندما قاد ثورة العبيد)في طريقه للقاء البارثيين (53 قبل الميلاد). بدأت مدينة هيرابولس (منبج) بسك العملة في القرن الرابع قبل الميلاد.

في القرن الثالث، كانت منبج عاصمة مقاطعة الفرات وإحدى أكبر المدن في سوريا. ويزعم بروكوبيوس (أشهر مؤرخ في القرن السادس الميلادي) أن منبج كانت أعظم مدينة في هذا الجزء من العالم. وفي عام 363م كانت منبج مدمرة تماماعندما جمع جوليان قواته هناك قبل أن يسير نحو الهزيمة والموت في بلاد ما بين النهرين. كما ان الملك الساساني خسرو الأول غزا المدينة ودمرها بعد فشل الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول في الدفاع عنها. وفي عام 630 م وفي مدينة منبج أرغم الإمبراطور البيزنطي هرقل خصومة الفرس على إعادة الصليب الذي كانوا قد استولوا عليه من مدينة القدس عام 610م، وكان البيزنطيون يعتقدون أن ذلك الصليب هو الذي صلب عليه السيد المسيح، ومن هنا جاءت أهميته للبيزنطّيين، وقد بقي عند الفرس 20 عامًا. وتظهر مدينة منبج على الخرائط الرومانية في القرن الرابع الميلادي كأكبر مدينة.وتابع: «مسكوكات (هيرابوليس– منبج Membij –Hieropolis) التي يرد اسمها القديم (ممبج Membij)وقد استبدلها (سلوقوس نيكاتور) بهيرابوليس والتي تعني (المدينة المقدسة)، وبنى فيها معبدًا لربة المدينة الكبرى (أتارجاتيس– عشتار)، أما عن وضع كهنة (هيرابوليس) فيشير (جان بابلون) في كتابه (إمبراطوريات سوريات): هكذا كان الكهنة في (هيرابوليس– منبج) يجمعون في شخصهم بتفويض دائم من الإله الذي اندمجوا فيه السلطة السياسية والدينية الكهنوتية، وكان كاهن «هيرابوليس» الأكبر يتغير في كل عام في عصر «ماركوس أوريلوس»، ويضيف: كان الكاهن يرتدي الأردية الأرجوانية ويعتمر التاج، لكن لم يكن يسك النقود باسمه وإنما باسم الربة (أتارجاتيس) السورية، وفي زمن (الإسكندر الأكبر) كان الملك (عبد حدد) في (منبج) يبدو على النقود في شكل كاهن يرتدي ثوبًا كهنوتيًا ويقدم البخور على الهيكل ممسكًا بيده مروحة طقسية.

ونضيف بأنّ الإله (حدد) قد ظهر على النقود الفضية من وحدة الديدراخما بوجه جانبي يساري وقد نُقش خلف رأسه الشمس والقمر وأمام وجهه نقش آرامي يذكر اسم الملك (عبد حدد) ويظهر على الوجه الآخر الملك الفارسي راكبًا في عربة يقودها سائس وتجرها الخيول وذلك على غرار عادة ملك ملوك الفرس المنقوشة صورهم على نقود صيدون على الساحل الفينيقي، وتؤرخ هذه القطعة من العام 340 -332 قبل الميلاد.

لقد أصدرت (هيرابوليس) في العصر السلوقي نقودًا فضية وبرونزية بدءً من (أنطيوخوس الرابع) وتميزت بحملها بعض الشارات السلوقية حيث دعيت هذه النقود بالريفية Municipal وحمل جزء منها أسماء الملوك المحليين، ونلاحظ أنَّ أقدم مدينة سورية ضُرب فيها النقود هي هيرابوليس ـ منبج، التي باشرت إصدارها النّقود في فترة سبقت بقليل احتلال الإسكندر الكبير لسوريّة، ثمّ توقّفت فترة من الزمن لتعاود عمليّة الإنتاج في العصر السلوقيّ تحت حكم أنطيوخوس الرابع الملّقب (أبيفانس 175ـ 164 ق.م) ويبدو أنّ بداية إنتاج هذه الدار للنقود في ذلك العصر كان في عهد الإمبراطور تراجانوس الذي منح مدن هذه الدائرة حقّ امتياز الإصدار النقديّ من العملات البرونزيّة بهدف تنشيط المنطقة اقتصاديًّا وإعادة الحياة لها، وتلاه امتياز الإمبراطور (ماركوس أوريلوس أنطونينوس)، الذي أغدق عليها بأنْ رفعها إلى مرتبة المستعمرات الرومانيّة بين عامي 215 ـ 217م، ومنحها حقّ إصدار نقود فضيّة من وحدة التيترادراخما التي تتراوح أوزانها بين 10.50غ ـ 14غ، وعُرفت باسم تيترادراخما النسر السوريّة، لأنّه غَلُبَ في مركز الظهر نقش النسر السوريّ (العقاب).

أصدرت هيرابوليس في العصر السلوقيّ نقودًا فضيّةً وبرونزيّة بدءًا من أنطيوخوس الرابع، وتميّزت بحملها بعض الشارات السلوقيّة، وحمل جزء منها أسماء (الملوك المحليّين).

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←