يشير مصطلح المنطقة الحدودية الإفقارية (Penumbra) في علم الأمراض والتشريح إلى المنطقة المحيطة بحدث إقفاري مثل السكتة الدماغية الإقفارية أو الخُثارية أو الصمية. وعقب الحادث مباشرة، يتدفق الدم ومن ثم ينخفض النقل الموضعي للأكسجين مما يؤدي إلى نقص التأكسج في الخلايا القريبة من موقع الأذى الأصلي. وهذا بدوره قد يؤدي إلى موت الخلايا وتضخيم التلف الأصلي الناتج عن السداد، إلا أن المنطقة الحدودية الإفقارية قد تبقى قادرة على الحياة لساعات عديدة من وقوع الحادثة الإقفارية نتيجة لوجود الشرايين الجانبية التي تعد مصدر إمداد للمنطقة الحدودية الإفقارية.
بعد بداية السكتة الدماغية وبمضي الوقت تأخذ المنطقة الحدودية الإفقارية في الانحسار؛ ولذا يهتم الأطباء في قسم الطوارئ اهتمامًا بالغًا بحماية المنطقة الحدودية الإفقارية عن طريق زيادة نقل الأكسجين وتسليمه للخلايا في منطقة الخطر، مما يحد من مخاطر الموت الخلوي. ووجود المنطقة الحدودية الإفقارية يدل ضمنًا على إمكانية عمل علاج إنقاذي للخلايا. وهناك ترابط وثيق بين مدى الشفاء العصبي التلقائي وحجم المنطقة الحدودية الإفقارية التي تُفلت من السداد وعلى هذا فإن إنقاذ المنطقة الحدودية الإفقارية من شأنه أن يحسن من النتيجة السريرية.
ومن تعريفات المنطقة الحدودية الإفقارية التي تحظى بقبول واسع هي أنها نسيج مُقْفِر من المحتمل تعرضه للاحتشاء ولكنه لا يُصاب على نحو لا عكوسي وليس مستهدفًا في العلاجات الوجيزة." ويشير التعريف الأصلي للمنطقة الحدودية الإفقارية إلى أنها المناطق الموجودة في الدماغ التي تلفت ولم تمت بعد ولا يزال هناك أمل في إنقاذ نسيج الدماغ بالعلاج الملائم.
والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني هو المعيار الذهبي في التصوير، ولكن تركز الأبحاث الحديثة على تقنيات التصوير المتطور بالرنين المغناطيسي لأن التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني ليس متوفرًا على نطاق واسع ولا يمكن الوصول إليه بسرعة. ويمكن أيضًا الاستدلال على المنطقة الحدودية الإفقارية على أساس تكامل ثلاثة عوامل. وهذه العوامل هي: موقع انسداد الأوعية ومدى قلة حجم الدم (المنطقة المصابة بنقص التروية المحيطة بالمنطقة الحدودية الإفقارية ولكن لا يُخشى عليها من السداد (الاحتشاء) ) في تلك اللحظة وعدم التوافق بين هذا العيب في التروية الدموية ومنطقة الدماغ المصابة بالسداد