مملكة القوط الغربيين (باللاتينية: Regnum Visigothorum) هي مملكة جرمانية سيطرت على شبه جزيرة أيبيريا وعلى ما يعرف الآن بجنوب غرب فرنسا منذ القرن الخامس وحتى القرن الثامن الميلادي، وهي إحدى الدول الجرمانية التي استقلت عن الإمبراطورية الرومانية الغربية. نشأت تلك المملكة بعدما أسكنت الحكومة الرومانية القوط الغربيين بقيادة الملك فاليا في إقليم أقطانية جنوب غرب فرنسا، ثم توسعت بعد ذلك واحتلت كل شبه جزيرة أيبيريا. حافظت المملكة على استقلالها عن الإمبراطورية الرومانية الشرقية بالمعروفة بالإمبراطورية البيزنطية، حيث لم تنجح محاولات إعادة السلطة الرومانية في أيبيريا إلا جزئيًا ولفترة قصيرة الأجل. ومع بداية القرن السادس، فقدت المملكة أراضيها في بلاد الغال أمام الفرنجة، محتفظة بالشريط الساحلي الضيق في سبتمانيا، فيما أحكموا القوط سيطرتهم على أيبيريا بنهاية ذاك القرن بعد إخضاع السويبيين والبشكنس. في تلك الفترة، اختفت بشكل كبير العنصرية بين السكان الهسبانيين الرومان والقوط (حيث تراجعت اللغة القوطية، واقتصرت على الكنائس بعدما اعتنق القوط الكاثوليكية عام 589). أنهى كتاب القانون القوطي الغربي أو قوانين القوط الغربيين (الذي اكتمل عام 654 م) التمييز القديم في القوانين بين الرومان والقوط. قد غُزيت معظم مملكة القوط الغربيين على يد المسلمين عام 711 م، ولم تبق إلا أجزاء صغيرة في أقصى الشمال في أيدي المسيحيين، والتي كانت النواة لنشأة مملكة أستورياس التي أسسها نبيل محلي على الأرجح من أصل قوطي يدعى بلاي والتي خلفتها ممالك مسيحية أيبيرية التي قامت في النهاية بالسيطرة على المناطق التي كان يحكمها المسلمين.
في البداية اتبع القوط الغربيون وملوكهم الأوائل الآريوسية وهي طائفة مسيحية لا تؤمن بالتلثيث، وتصادموا مع الكنيسة الكاثوليكية، ولكن بعد اعتناقهم المسيحية الكاثوليكية، تدخلت الكنيسة بصورة كبيرة في الشؤون الدنيوية من خلال مجامع طليطلة. ووضع القوط التشريع الأكثر علمانية في أوروبا الغربية، المسمى قوانين القوط الغربيين، الذي شكل الأساس للقانون الإسباني طوال العصور الوسطى.