ملبورن (بالإنجليزية: Melbourne)، هي عاصمة ولاية فيكتوريا الأسترالية وأكبر مدنها من حيث عدد السكان، كما تُعد ثاني أكبر مدينة في أستراليا بعد سيدني.
يشير اسم ملبورن عادةً إلى منطقة العاصمة الكبرى التي تبلغ مساحتها 9,993 كيلومترًا مربعًا، والمعروفة أيضًا باسم ملبورن الكبرى، والتي تضم تكتلًا حضريًا يتكون من 31 منطقة حكم محلي. كما يُستخدم الاسم للإشارة تحديدًا إلى منطقة مدينة ملبورن، وهي المنطقة الإدارية التي تضم الحي التجاري المركزي وبعض المناطق المحيطة به.
تقع المدينة على سواحل خليج بورت فيليب الشمالية والشرقية، وتمتد إلى شبه جزيرة مورنينجتون، وأجزاء من منطقة ويست جيبسلاند، وإلى المناطق الداخلية مثل وادي يارا، وجبال دانينونغ، وجبال ماسيدون. واعتبارًا من عام 2023، بلغ عدد سكان ملبورن الكبرى نحو 5.2 مليون نسمة، أي ما يعادل 19% من سكان أستراليا، ويُعرف السكان المحليون باسم ملبرنيين.
يعود تاريخ الاستيطان البشري في منطقة ملبورن إلى أكثر من 40,000 عام، حيث كانت موطنًا للشعوب الفكتورية الأصلية، وشكلت نقطة التقاء مهمة لتحالف قبائل كولين. وتُعد شعوب بونورونغ، ويورونغ، وورونجيري الحراس التقليديين للأرض التي تقوم عليها المدينة. في عام 1803، أُنشئ مستوطنة بريطانية عقابية قصيرة الأجل في بورت فيليب، التي كانت آنذاك جزءًا من مستعمرة نيو ساوث ويلز. وفي عام 1835، أسس المستوطنون الأحرار القادمون من فان ديمنز لاند (تسمانيا حاليًا) مدينة ملبورن. تم الاعتراف بها رسميًا كمستوطنة ملكية في عام 1837 وسُميت تيمنًا برئيس وزراء بريطانيا آنذاك، ويليام لامب، الفيكونت الثاني لملبورن. حصلت على صفة مدينة من الملكة فيكتوريا عام 1847، وأصبحت عاصمة مستعمرة فيكتوريا المنشأة حديثًا في 1851.
خلال حمى الذهب في خمسينيات القرن التاسع عشر، شهدت ملبورن طفرة اقتصادية كبرى جعلت منها واحدة من أغنى وأكبر المدن في أستراليا والعالم بحلول أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر. وبعد اتحاد أستراليا في عام 1901، أصبحت ملبورن المقر المؤقت للحكومة الفيدرالية الجديدة حتى إنشاء العاصمة الدائمة كانبرا عام 1927.
اليوم، تُعد ملبورن مدينة متعددة الثقافات، وتحتل المرتبة الرابعة عالميًا من حيث عدد السكان المولودين خارج البلاد. وهي مركز مالي بارز في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث احتلت المرتبة 28 عالميًا في مؤشر مراكز المال العالمية لعام 2024. تجمع المدينة بين العمارة الفيكتورية القديمة — مثل مبنى المعرض الملكي المُدرج ضمن قائمة التراث العالمي — وناطحات السحاب الحديثة. من أبرز معالمها أيضًا ملعب ملبورن للكريكت، ومعرض فيكتوريا الوطني. وتشتهر ملبورن بتراثها الثقافي، إذ انطلقت منها رياضة كرة القدم الأسترالية، والمدرسة الانطباعية الأسترالية، والسينما المحلية، وتُعرف بفنون الشارع، والموسيقى الحية، والمسرح.
تستضيف المدينة فعاليات رياضية كبرى مثل جائزة أستراليا الكبرى للفورمولا 1، وبطولة أستراليا المفتوحة للتنس، كما استضافت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1956. وقد حازت على لقب المدينة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم لعدة سنوات خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
مطار ملبورن هو ثاني أكثر المطارات ازدحامًا في أستراليا، وميناء ملبورن هو الأكبر على مستوى البلاد. تُعد محطة فليندرز ستريت محطة القطارات الرئيسية داخل المدينة، بينما تعد محطة ساوثرن كروس المركز الرئيسي للقطارات الإقليمية والحافلات الطويلة. وتمتلك المدينة أكبر شبكة ترام حضرية في العالم، بالإضافة إلى شبكة واسعة من الطرق السريعة.