كان مارك سوندرز محاميًا بريطانيًا حين قُتل برصاص الشرطة في السادس من مايو / أيار 2008 في حصار دام خمس ساعاتٍ حول منزله الذي يقع في ساحة ماركهام في تشيلسي بلندن . حيث عَمل سوندرز كمحامي طلاقٍ ناجح وكان يعاني من إدمان الكحول والاكتئاب. فقدكان يتصرف بغرابة في الساعات التي سبقت الحادثة حيث كان يشرب الكحول بإفراط. قُبيل الساعة 17:00 بوقت قصير (بتوقيت جرينتش ، التوقيت العالمي المنسق +1 )، أبلَغ الجيران الشرطة أن ساندرز يطلق النار ببندقيته من خلال نافذته. فعندما وصل رجال الشرطة وهم مسلحون، أطلق ساندرز النار على سياراتهم وبدأ الحصار. وانضم عدد كبير من رجال الشرطة في الحصار حيث اتخذوا مواقعهم في المباني والشوارع المحيطة. كان أطلاق النار بين ساندرز والشرطة متبادلًا على جولتين متتاليتين، و أصابت الشرطة ساندرز بجروح طفيفة. بعد حوالي 20 دقيقة من الجولة السابقة من إطلاق النار، حول الساعة 21:30، لوح ساندرز بالبندقية من النافذة. وبينما أخفض سلاحه باتجاه مجموعة من رجال الشرطة، أطلق سبعة من رجال الشرطة 11 طلقة، منها خمسة على الأقل أصابته. دخلت الشرطة بعدها بدقائق إلى شقته ونقلوا ساندرز إلى سيارة إسعاف التي كانت في الانتظار، حيث أعلن عن وفاته.
حققتاللجنة المستقلة المعنية بالشكاوى ضد الشرطة في حادث إطلاق النار كمسألة مهمه بالطبع. وأثناء التحقيق، تقدمت عائلة ساندرز بطلب لإعادة النظر القضائي فيما يخص التحقيق ، مدعين أن تشاوررجال الشرطة المعنيين مع بعضهم البعض جعل من التحقيق غير ملائمة قانونيًا. صُدِرَ حُكمًا أن هذا التحقيق قانوني ورُفِضَت الدعوى على الرغم من أنهم طالبوا لإعادة النظر القضائي في هذا التحقيق. وضح استجواب أقيم في سبتمبر 2010 أن ساندرز طلب مرارًا وتكرارًا خلال الحصار التحدث مع زوجته وصديقه (وكلاهما كانا في مكان الحادث) لكن الشرطة رفضت طلبه. كما وضح أن بندقيته كانت في وضع مفتوح ولكن لم تكن قادرة على إطلاق النارعندما استلمتها الشرطة. شهد رجال الشرطة الذين أطلقوا النار أنهم تصرفوا بدافع الخوف على حياتهم وحياة زملائهم، وشعروا أنه ليس لديهم خيارًا آخر. حكمت هيئة المحلفين بالقتل المشرع، لكنها وجدت العديد من الاخطاء في تعامل الشرطة مع الحادثة بما في ذلك منعه من التحدث إلى زوجته وعدم متابعة التسلسل القيادي وعدم مراعاة حالة ساندرز (كان في حالة سُكُر). مع أن لم تعتبر هيئة المحلفين أن أيًا من هذه العوامل ساهم بشكل كبير في نتيجة الحادث، حيث إنهم لم يتمكنوا من أن يقرروا ما إذا كان ساندرز قد شَهَرَ سلاحه متعمداً لإثارة ردة فعل قاتلة من الشرطة ("الانتحار على يد الشرطة").
انتقد بعض الصحفيين الاستجابة السريعة لإطلاق النار مقارنةً مع الحوادث التي انتظرت فيها الشرطة لفترة أطول قبل اللجوء إلى القوة. ورد رجال الشرطة المتقاعدين والأكاديميين بأن الشرطة تعرضت في السابق لانتقادات لعدم تصرفها بالسرعة الكافية، ولاحظو أن رجال الشرطة يواجهون معضلة "مخطئين إن استجابوا سريعًا ومخطئين إن تأخروا". كان إطلاق النار هذا من بين اثنين من حوادث إطلاق النار من قبل شرطة العاصمة في عام 2008. ففي الحادث الآخر، والذي اعتبر أنه "انتحار على يد الشرطة"، كان قد وجه رجل سلاح ناري مقلد على رجال الشرطة. وفي العام نفسه، انتهى التحقيق في وفاة جان تشارلز دي مينيزيس- الذي أطلقت عليه الشرطة في قضية "خطأ في تحديد الهوية" في عام 2005 - مما أثار الاهتمام العام بإطلاق الشرطة النار. أنشأت شرطة العاصمة في عام 2010 وحدة من كبار الضباط لإدارة حوادث مماثلة.