نظرة عامة شاملة حول مقبرة القسام

مقبرة القسام هي أرض وقفـية، وتعدّ من أكبر المقابر الإسلامية داخل الخط الأخضر. تضم رفات مئات الشهداء. إذ وتعتبر أول مقبرة شهداء أقيمت فـي فلسطين فـي القرن العشرين فـي عهد االاستعمار البريطاني. كذلك، هي ثاني أكبر مقابر الشهداء فـي داخل الخط الأخضر، بعد مقبرة "طاسو" فـي مدينة يافا، التي تعود إلى عهد الاستعمار الفرنسيّ فـي القرن الثامن عشر.

تقع أرض مقبرة القسام في بلد الشيخ وهي قرية مهجرة التي أقيمت على أنقاضها "تل حنان" الواقعة في مستوطنة "نيشر" بالقرب من مدينة حيفا. تبلغ مساحتها الإجمالية 44 دونمًا، حسب ما يفيد عضو لجنة متولي أوقاف حيفا. يعود عمر المقبرة إلى ما يزيد عن 100 عام، حيث تضم قبورها رفات وفيات القرية وبلدات قضاء حيفا، من بينهم عز الدين القسام الداعية السوري الذي استشهد على أرض فلسطين خلال مشاركته في التصدي للقوات البريطانية. عام 1935 وأدى مقتله إلى اندلاع ثورة 1936 ضد الاستعمار البريطانيّ.

مع حلول عام 1948 منعت السلطات الإسرائيليّة استمرار الدفن فـيها، ونتيجة لنهجير ونزوح القرى المحيطة بالمقبرة استولت السّلطات الإسرائيليّة على كل الأراضي الوقفـية ونهبت لجان الأوقاف والأئمة وصادرت الوثائق الّتي حازوها وأخفت معظمها. بعد تهجير غالبية سكان حيفا وقرى المنطقة، صارت المقبرة هدف للسّلطات الإسرائيليّة، سواء من قبل مؤسسات الدّولة او من قبل الأوساط الرأسمالية، فكلاهما كان شريكا فـي عملية النهب والاستيلاء الممنهج تحت رعاية محاكم صورية.

كانت المقبرة مسجلة باسم "وقف الاستقلال"؛ فرغم النّكبة وتبعاتها حافظ الأهالي على استمرارية وجودها، ولم تتمكّن السلطات الإسرائيليّة من السّيطرة الكلّيّة عليها، وتصنيفها تحت أملاك غائبين، مثلما فعلت حين صادرت الالاف الأوقاف تحت هذه الذّريعة. بعد سّن هذا القانون عام 1950 والذي بموجبه اعتبرت كل من صادرت أرضه ومن تم تهجيره عن أرضه غائبًا وصادرت أرضه.

أثيرت قضيّة المقبرة لاحقًا بعد أن قدّمت شركة استثمار "كيرور أحزاكوت" الإسرائيلية، طلباً إلى لجنة التنظيم والبناء "موردوت هكرمل" بطلب ترخيص لبناء جدار على أرض مقبرة القسام، مدعية ملكية 15 دونماً منها. تصدّت مركز الميزان لحقوق الإنسان لهذا الطلب، عبر توجيه طلب إلى لجنة التنظيم لوقف استصدار ترخيص البناء. أمّا من جانب محامي مؤسسة ميزان فقد أشار إلى أنّ طلب شركة "كيرور أحزاكوت" قُدّم دون علم لجنتي المتولين والوقف في جامع الاستقلال، لترخيص قسم من مقبرة القسّام من أجل بناء جدار حول المقبرة من باطون مسلح بارتفاع 2.5 متر مع ثلاث بوابات، وإغلاقها في وجه الزائرين. كذلك إجراء كهذا فيه تصرّف في ممتلكات وقف إسلاميّة ليس لأي شخص حقّ التّصرّف فيها.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←