مْفِياكانة، وتُعرف أيضًا باسم دِفَكانة أو لِفَكانة باللغة السوتية (تعني جميعها «ساحق، مشتِت، التشتت القسري، التهجير القسري»)، هي فترة من الفوضى والحرب واسعتي الانتشار مرّت بها المجتمعات العرقية الأصلية في أفريقيا الجنوبية خلال الفترة الزمنية الواقعة بين عامي 1815 و1840.
عندما أوجد الملك شاكا مملكة الزولو العسكرية في المنطقة الواقعة بين نهري توغيلا وبونغولا، سببت قواته موجة من الحرب والاضطراب لاكتساح السكان الآخرين. كانت تلك مقدمة فترة المفكانة التي بدأت منذ تلك الفترة. دفعت هجرة وحركة الشعوب بالعديد من القبائل إلى محاولة السيطرة على أولئك المهجرين داخل الأراضي الجديدة، ما أدى إلى انتشار الأعمال الحربية على نطاق واسع، واندماج مجموعات سكانية أخرى، كشعب متابيلي وشعب فونغو وشعب كولولو، وتأسيس دول جديدة مثل دولة ليسوتو الحديثة.
سببت المفياكانة انخفاض تعداد السكان في القسم الشرقي من جنوب أفريقيا، ولا يُعتقد وفقًا لبعض المصادر أن اندماج المستوطنات الأكبر والسلطة السياسية هما السببان وراء ترك مساحات شاسعة من المراعي غير مستهلكة. لا يُعرف تمامًا عدد الناس الذين لقوا حتفهم خلال النزاع، لكن تُقدر حصيلة الموتى مرارًا بين المليون والمليونين. توصل البروفيسور جون رايت إلى التالي: «في الأعوام الـ 70 التالية لسنة 1760، تغيّر الوجه السياسي للمنطقة الواقعة شمال نهر أورانج وشرق صحراء كلهاري.