أبو عُبَيدة مَعْمَر بن المُثنّى التيمي بالولاء (110- 209 هـ / 728- 824 م): أديب، لغوي، إخباري، مولى بنو تيم من قريش ولد في البصرة عام 110 هـ في خلافة هشام بن عبد الملك الأموي، وتوفي ودفن فيها عام 209 هـ في خلافة المأمون العباسي، زار بغداد ودرس على يد أبي عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة وعلى يونس بن حبيب، فصار أحد ثلاثة تعاصروا وتنافسوا فيما بينهم: هو، وأبو زيد، والأصمعي، وقد امتاز عنهما أبو عبيدة بمعرفة أيام العرب وأخبار العرب في الجاهلية، وقد صنف كتباً في أيام العرب وأخبارهم وأشعارهم في الجاهلية، وهو أول من صنف في غريب الحديث، وتوفي وله أكثر من مئتي كتاب، ومن أشهر تلاميذه أبو عُبَيد القاسم بن سلَّام، وعمر بن شَبَّة، وأبو نُواس الشاعر وغيرهم.
استقدمه هارون الرشيد إلى بغداد سنة 188 هـ، وقرأ عليه أشياء من كتبه. قال الجاحظ: «لم يكن في الأرض أعلم بجميع العلوم منه». وكان إباضيا، شعوبيا، من حفاظ الحديث. قال الذهبي: «أبو عبيدة الإمام العلامة البحر أبو عبيدة مَعْمَر بن المُثنّى..وقد كان هذا المرء من بحور العلم ومع ذلك فلم يكن بالماهر بكتاب الله ولا العارف بسنة رسول الله».
لما عِيبَ عليه نسبه من العجم لحق بفرقة الصفرية من الخوارج، وحاول أن ينتقم لنفسه بتصنيف كتب في مثالب العرب على مذهب الشعوبية، فكرهه الناس، قال ابن قتيبة: «كان يبغض العرب وصنف في مثالبهم كتبا».