نبذة سريعة عن معسكر اعتقال وارسو

معسكر اعتقال وارسو هو معسكر اعتقال ألماني في بولندا المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية، وأُسس على قاعدة سجن غيشوفكا غير الموجود حاليًا، وما يعرف حاليًا بحي مورانوف في وارسو. تأسس بأمر من قائد القوات الخاصة النازية هاينريش هيملر، وشُغّل من يوليو 1943 إلى أغسطس 1944.

بُني معسكر اعتقال وارسو على أنقاض غيتو وارسو، وشُغّل لأول مرة كمعسكر، ولكن خُفّضت مكانته إلى فرع لمعسكر اعتقال مايدانيك في مايو 1944. بدأ النازيون في إخلاء المعسكر في أواخر يوليو من ذلك العام، بسبب اقتراب الجيش الأحمر من وارسو. أُجبر حوالي 4000 نزيل على الذهاب سيرًا على الأقدام إلى كوتنو، والتي تقع على بعد 120 كم (75 ميلًا)، ثم نُقل أولئك الذين نجوا إلى داخاو.

استولت كتيبة زوشكا على معسكر اعتقال وارسو في 5 أغسطس عام 1944 خلال انتفاضة وارسو، وحُرر 348 يهوديًا قد بقوا في مبانيها. وكان المعسكر الألماني الوحيد في بولندا والذي حررته قوات المقاومة المناهضة للنازية، بدلًا من قوات الحلفاء. استمرت الإدارة الشيوعية الجديدة في إدارة المباني كمعسكر للعمل القسري بعد أن طرد الجيش الأحمر الألمان بشكل نهائي من وارسو في يناير 1945، ثم أدارته كسجن، حتى أُغلق في عام 1956. هُدمت جميع مباني المعسكر في عام 1965.

يرد في موسوعة المعسكرات والأحياء اليهودية أن عدد المحتجزين هناك كان حوالي 8000-9000 نزيلًا، بينما يقدر بوغوسلاف كوبكا العدد بما لا يقل عن 7250 سجينًا، باستثناء 300 كانوا يهودًا من دول أوروبية مختلفة، لا سيما من المجر واليونان. استُغلّوا في العمل القسري لتنظيف أنقاض غيتو وارسو ولإيجاد أي أشياء ثمينة باقية على أراضيه وفرزها، ومن أجل تحقيق الهدف النهائي المتمثل في إنشاء حديقة في منطقة الغيتو السابق. كما استخدمت الإدارة الألمانية المعسكر والآثار المجاورة كمكان للإعدام، وكان الضحايا من السجناء السياسيين البولنديين، واليهود الذين قُبض عليهم في «الجانب الآري» وبشكل عام الأشخاص الذين اعتُقلوا في شوارع وارسو. توفي حوالي 4000-5000 سجين أثناء تشغيل المعسكر، بينما يقدر إجمالي عدد القتلى في المخيم بحوالي 20000 قتيل.

دارت نظريات المؤامرة حول المعسكر الذي لعب-نسبيًا- دورًا ثانويًا في الهولوكوست، والتي روجت لها لأول مرة ماريا ترزينسكا، وهي قاضية بولندية خدمت لمدة 22 عامًا كعضوة في اللجنة الرئيسية لمحاكمة الجرائم ضد الأمة البولندية. وقد دحض المؤرخون المعاصرون هذه النظرية التي تؤكد أن معسكر وارسو كان معسكر إبادة بغرف غاز عملاقة بُنيت في نفق بالقرب من محطة سكة حديد وارسو زاكودنيا وأن 200000 من البولنديين غير اليهود أُبيدوا في الموقع.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←