دارت معركة سيريسول بين الجيش الفرنسي وقوات مشتركة من إسبانيا والإمبراطورية الرومانية المقدسة خلال الحرب الإيطالية 1542-1546. دارت المعركة في 11 أبريل 1544 خارج قرية سيريسول ألبا في منطقة بيدمونت في إيطاليا. قاد الجيوش الفرنسية فرانسوا دو بوربون كونت إنغين في مواجهة الجيش الإمبراطوري الإسباني بقيادة ألفونسو دي أفالوس دي أكوينو ماركيز فاستو. على الرغم من الخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الإمبراطورية فإن القوة الفرنسية فشلت في وقت لاحق في استغلال نصرها للسيطرة على ميلانو.
نشر إنغين ودا فالوس جيشيهما على طول مرتفعين متقابلَين؛ وبالنظر إلى طوبوغرافية ميدان المعركة، اتّسمت العديد من التحرّكات الفردية خلال سير المعركة بعدم التنسيق. نشبت الساعات الأولى من المعركة عبر مناوشات بين جماعات متقاتلة مسلّحة بالقربينة وقصف مدفعي متبادل غير ذي جدوى، وبعد ذلك أمر دا فالوس بالبدء بهجوم عام. في الوسط، اشتبك جنود لاندسكينشت المرتزقة الإمبراطوريين مع المشاة الفرنسيين والسويسريين، ومُني الجانبان بخسائر فادحة. في الجزء الجنوبي من ساحة المعركة، أرهقت هجمات سلاح الفرسان الفرنسي المشاة الإيطاليين في الجيش الإمبراطوري فانسحبوا بعدما سمعوا بهزيمة القوات الإمبراطورية في المركز. في أثناء ذلك، انهار خط دفاع المشاة الفرنسي في الشمال، وقاد إنغين سلاح الفرسان في سلسلة هجمات غير فعالة وذات كلفة عالية في العتاد والأرواح ضد المشاة الإسبانية والألمانية قبل أن يضطروا إلى الاستسلام عقب وصول قوات المشاة السويسرية والفرنسية المنتصرة في ساحة المعركة الوسطى.
تُعدّ سيريسول واحدة من قلائل المعارك المرتبة التي وقعت في النصف الأخير من الحروب الإيطالية. يُشار إلى تلك المعركة في أوساط المؤرخين العسكريين باسم «المذبحة الكبرى» التي حدثت عندما اجتمعت أرتال مسلّحة بالقربينة وحاملي الرماح في الوسط، كما أثبتت المعركة الدور المستمر لسلاح الفرسان الثقيل التقليدي في ساحة معركة هيمنت عليها في أغلب الأحيان تشكيلات قوات المشاة المسلّحة بالرماح والبنادق.