معركة أعزاز هي معركة دارَت في آب 1030 بالقرب من مدينة أعزاز السورية بين الجيش البيزنطي بقيادة الإمبراطور رومانوس الثالث أرغيروس (حكم 1028-1034) شخصيًّا، وقوات إمارة حلب، تحت القيادة الشخصية للأمير شبل الدولة نصر (حكم 1029-1038). هزم المرداسيون الجيش البيزنطي ذو العدد الضخم وأخذوا غنيمةً كبيرةً، على الرغم من أنهم لم يتمكنوا في النهاية من الاستفادة من انتصارهم.
لطالما كانت حلب نقطة اشتعال بين البيزنطة وسكانها العرب، مع مطالبة البيزنطيين بالحماية على المدينة منذ عام 969. في أعقاب الهزيمة التي لحقَت بالحاكم البيزنطي لأنطاكية على يد المرداسيين، شن رومانوس حملة ضد حلب. على الرغم من قلة خبرته في الأمور العسكرية، قرر رومانوس قيادة الجيش شخصيًّا، مما دفع المؤرخين البيزنطيين المعاصرين إلى الإشارة إلى أن الهدف من الحرب هو السعي وراء المجد العسكري، بدلًا من الحفاظ على الوضع الراهن. وصل رومانوس إلى أنطاكية في 20 تموز 1030 على رأس جيشه، الذي يُقدِّره المؤرخين المعاصرين بحوالي 20 ألف جندي. بسبب ضعف المرداسيون فقد أرسلوا مبعوثين بمبادرات سلام بما في ذلك دفع الجزية، لكن رومانوس، كان واثقًا من النجاح، فرفض المبادرات واحتجز السفراء العرب. على الرغم من أن لواءاته حثوه على تجنب الحرب في الصيف السوري الحار والجاف، قاد رومانوس قواته إلى الأمام. كان جيش المرداسيين أقل وأضعف بكثير، حيث بلغ 700-2000 رجل وفقًا للمصادر، لكنه كان يتألف في الغالب من سلاح الفرسان الخفيف البدوي، والذي تمتع بحركة فائقة ضد خصومهم المدججين بالدروع الثقيلة.
اشتبك الجيشان في أعزاز شمال غرب حلب حيث أقام البيزنطيون معسكرًا. نصب المرداسيون كمينًا ودمروا القوة الاستطلاعية للبيزنطية، وبدأوا في مضايقة المعسكر الإمبراطوري. بدأ البيزنطيون يعانون من العطش والجوع بسبب عدم قدرتهم على جلب إمدادات عسكرية في بيئة حارة أقرب للصحراء، في أثناء صدهم هجمات القوات المرداسيين. وأخيرًا، في 10 آب، بدأ الجيش البيزنطي انسحابه إلى أنطاكية، لكنه سرعان ما انهار في الفوضى. استغل العرب الفرصة لمهاجمة البيزنطيين المضطربين ودحرهم. لم يفلت الإمبراطور رومانوس نفسه إلا بفضل تدخل حارسه الشخصي. تجمعت بقايا الجيش الإمبراطوري المتناثرة في أنطاكية. عاد رومانوس إلى القسطنطينية، لكن لواءاته تمكنوا من استعادة الوضع بعد ذلك، وقمع التمردات العربية هناك وإجبار حلب على استئناف الوضع السابق بعد فترة وجيزة عام 1031.