أمِيرُ المُؤمِنين وخَلِيفةُ المُسْلِمين أبو عبد الرحمن مُعَاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب الأموي القرشي المعروف بـ مُعَاوية الثاني (41- 64 هـ / 662- 684 م) هو ثالث خلفاء الدولة الأموية، والخليفة الثامن من خلفاء المسلمين، بُويع بالخلافة بعد وفاة أبيه يزيد بن معاوية في دمشق في سنة 64 هـ، وبقي أربعين يومًا، وقيل ثلاثة أشهر، وقيل عشرين يومًا، وتوفي في بيته بدمشقَ وله ثلاثٌ وعشرون سنة، وصلَّى عليه مروان بن الحكَم ودُفن بجوار قبر أبيه، ولم يعهَد بالخلافة إلى أحدٍ بعده.
قال شمس الدين الذهبي: «كان معاوية بن يزيد يُكَنى بأبي عبد الرحمن وقد استُخلِفَ بعهدٍ من أبيه عند موته في ربيع الأول، وكان شابًّا صالحًا، شديدَ البياض، كثيرَ الشعر، كبير العينين، أقنَى الأنف، جميلَ الوجه، مدوَّر الرأس، ولم تطُل أيام خلافته، وأمُّه هي أم هشام بنت أبي هاشم بن عُتبة بن ربيعة العَبْشَمِيَّة القُرَشية».
قال البلاذري: «لما مات يزيد بن معاوية بُويع لابنه معاوية الثاني، وأتته البيعة من جميع الآفاق إلا ما كان من عبد الله بن الزبير في مكة، فوليَ معاويةُ ثلاثة أشهر، وقيل أربعين يومًا، وقيل عشرين يومًا، ولم يزل في أيامه مريضًا، ولم يعزل معاويةُ أحدًا من عمَّال أبيه ولا حرَّك شيئاً ولا أمر ولا نهى، وكان الضحاك بن قيسٍ الفِهْري يصلِّي بالناس». وذكر جلال الدين السيوطي أن معاوية الثاني لما احتُضِر قال له بعضُ من حوله: ألا تستخلف؟ فقال: ما أصبتُ من حَلاوتها، فلمَ أتحمَّل مرارتَها.