يشير مصطلح المعاملة بالمثل في علم الإنسان الثقافي (بالإنجليزية: Reciprocity) إلى المبادلة غير السوقية للبضائع والعمالة، التي تتراوح بين المقايضة المباشرة (مبادلة فورية)، وبين أشكال أخرى من تبادل العطايا، عندما يتوقع أحد الطرفين سدادًا للعطية (مبادلة مؤجلة) مثل تبادل هدايا أعياد الميلاد. وبالتالي يختلف هذا النوع من الهدايا عن الهدية الحقيقية؛ التي لا يكون السداد فيها متوقعًا.
لا تقيم المبادلة الفورية علاقة اجتماعية، كما يحدث في المقايضة. تقام علاقة اجتماعية والإلزام بعائد عندما تؤجل المبادلة (كأنه دين). قد تؤسس بعض أشكال المعاملة بالمثل تراتبية إذا لم يُسدد الدين. ربما تنتهي العلاقة بين طرفين متساويين إذا فشل أحدهما في السداد. قد تكون للمعاملات التبادلية بالمثل تأثيرات سياسية من خلال إلزامات عديدة وتكوين قيادات، مثل تبادل العطايا (موكا) بين شيوخ القبائل في ميلانيزيا. ترتبط بعض أشكال المعاملة بالمثل بإعادة التوزيع، عندما يجمع كيان مركزي البضائع والخدمات ويعيد توزيعها على أتباعه.
حدد اختصاصي علم الإنسان الثقافي الأمريكي مارشال ساهلينز ثلاثة أنواع من المعاملة بالمثل (معممة ومتوازنة وسلبية) في كتابه «اقتصاد العصر الحجري (1972)». استخدم كلود ليفي ستروس مفهوم المعاملة بالمثل كمبدأ عام وشرحه في كتابه «البنى الأولية للقرابة (1949)»، وهو أحد أهم الأعمال تأثيرًا حول نظرية القرابة في فترة ما بعد الحرب.