نبذة سريعة عن معالجة قريبة (إشعاع)

يشير مصطلح المعالجة الإشعاعية الداخلية أو المعالجة الإشعاعية عن قرب إلى شكل من أشكال المعالجة الإشعاعية يُزرع من خلالها مصدر الإشعاع المغلق داخل المنطقة المستهدفة أو بشكل ملاصق لها. تُستخدم المعالجة الإشعاعية الداخلية بشكل شائع كعلاج فعال لسرطانات عنق الرحم والبروستات والثدي والمريء والجلد، كما يمكن استخدامها لعلاج الأورام في أماكن أخرى عديدة من الجسم. أظهرت النتائج العلاجية أن معدلات شفاء السرطانات بالإشعاع الداخلي قريبة منها في الجراحة والعلاج بالإشعاع الخارجي أو أفضل منها حتى عندما تستخدم بالمشاركة مع التقنيات سابقة الذكر. يمكن استخدام المعالجة الإشعاعية القريبة بمفردها أو بالمشاركة مع تقنيات علاجية أخرى مثل الجراحة والإشعاع الخارجي والعلاج الكيماوي.

تختلف المعالجة الإشعاعية القريبة عن المعالجة الإشعاعية ذات المنبع غير المغلق، والتي تُحقن فيها نويدة مشعة (نظير مشع) في الجسم لترتبط كيميائيًا بالنسيج الذي يحتاج إلى تدمير. تختلف هذه التقنية أيضًا عن المعالجة بالإشعاع الخارجي، والتي تُوجه فيها الأشعة السينية عالية الطاقة (وفي بعض الأحيان تُستخدم أشعة غاما الصادرة عن نظير مشع مثل الكوبالت-60) إلى الورم من مصدر خارج الجسم. بدلًا من ذلك، تتضمن المعالجة الإشعاعية القريبة الزرع الدقيق لمصادر إشعاعية قصيرة المدى (مثل النظيرين المشعين اليود-125 أو السيزيوم-131) بشكل مباشر في مكان الورم السرطاني. تُغلف مصادر الإشعاع تلك بوسيلة محددة لانتشار الإشعاع مثل محفظة أو سلك، ما يسمح للإشعاع المؤين بالتسرب لعلاج الأنسجة المحيطة وقتل الخلايا الورمية لكنه يمنع الشحنة الكهربائية للنظير المشع من الانتقال إلى سوائل الجسم أو الانحلال ضمنها. يمكن إزالة المحفظة المغلفة في وقت لاحق، أو (في بعض حالات النظائر المشعة) تُترك في مكانها دون تحريك.

الأمر المميز في المعالجة الإشعاعية القريبة هو أن الإشعاع يؤثر فقط على منطقة محددة حول مصدر الإشعاع، وبالتالي يقل تعرض الأنسجة السليمة البعيدة عن النظير المشع للإشعاع. إضافة إلى ذلك، في حال تحرك المريض أو إذا تحرك الورم داخل الجسم خلال العلاج، يحافظ مصدر الإشعاع على موقعه الصحيح بالنسبة إلى الورم. تمنح هذه الصفات المميزة للمعالجة الإشعاعية القريبة هذه الطريقة أفضلية على العلاج الإشعاعي خارجي المصدر، إذ يمكن علاج الورم بجرعات مرتفعة جدًا من الإشعاع الموضعي مع حماية النسج السليمة المجاورة من التعرض غير الضروري للأشعة المؤذية.

يمكن إنجاز شوط علاجي من المعالجة الإشعاعية القريبة في وقت أقصر بالمقارنة مع تقنيات العلاج الإشعاعي الأخرى. يساعد هذا الأمر على تقليل قدرة الخلايا الورمية المتبقية على الانقسام والنمو في الفترات الزمنية الفاصلة بين جرعات العلاج الشعاعي. يحتاج المرضى عمومًا إلى إجراء عدد أقل من الزيارات لمركز العلاج الشعاعي مقارنة بأولئك المعالجين بالأشعة خارجية المصدر، كما يمكن أن يتلقوا العلاج كمرضى خارجيين دون الحاجة إلى استشفاء ما يجعل الخضوع للعلاج أكثر راحة للمرضى. تعني هذه الميزة أن معظم المرضى يكونون قادرين على تحمل المعالجة الإشعاعية القريبة بشكل جيد.

وصلت قيمة السوق العالمية للمعالجة الشعاعية القريبة إلى 680 مليون دولار أمريكي في عام 2013، من بينها نسبة 70% لقطاعي معدل الجرعات العالي (إتش دي آر) ومعدل الجرعات المنخفض (إل دي آر). شكلت تقنيتا الكرات الدقيقة والمعالجة الإشعاعية القريبة الإلكترونية النسبة الباقية المقدرة بـ 30%. تقدر بعض الدراسات التحليلية وصول قيمة سوق المعالجة الإشعاعية القريبة إلى أكثر من 2.4 مليار دولار بحلول عام 2030، فهي تنمو بمعدل 8% سنويًا، معتمدة بشكل أساسي على سوق الكرات الدقيقة بالإضافة إلى المعالجة الإشعاعية القريبة الإلكترونية التي تحصل على اهتمام متنام حول العالم باعتبارها تقنية صديقة للمستخدمين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←