اكتشاف قوة مضيق بيرنغ

مَضِيقُ بَيْرِين (بالإنكليزية: Bering Strait؛ وبالروسية: Берингов пролив) مضيق يفصل بين قارة آسيا وقارة أمريكا الشمالية، تحديدا بين «رأس دزنوف» في روسيا، ورأس أمير ويلز في ألسكا، وهو يقع بين المحيط الهادئ والمحيط المتجمد الشمالي، ويصل ما بين بحر بيرين جنوبا والمحيط المتجمد الشمالي شمالا، ويفصل شبه جزيرة جُكُتْكَة في الشرق الأقصى الروسي عن شبه جزيرة سيوارد في ولاية ألسكا الأمريكية.

اكتشف هذا المضيق للمرة الأولى البحار الروسي شمعون دزنوف (05–1673) سنة 1648، وأبحر فيه من بعدُ الدنماركي فيتوس بيرين (1681-1741) -وهو مستكشف دنماركي كان يعمل في خدمة الإمبراطورية الروسية- وذلك سنة 1728 وسمي باسمه، ثم أبحر فيه مرةً أخرى القبطان الإنجليزي جيمس كوك (28-1779) وفرديريك ويليام بيشي.

تقع الحدود البحرية الحالية بين روسيا والولايات المتحدة عند خط الطول 168° 58' 37" غرباً جنوبي الدائرة القطبية الشمالية قليلاً عند خط عرض 65° 40' شمالاً. يبلغ عرض أضيق مقطعٍ في المضيق اثنين وتسعين كم، ثم يأخذ في الاتساع شمالاً وجنوباً، ويصل عمقه إلى حوالي مئةٍ وتسعين (190) قدماً. وتكثر فيه الجزر المعترضة مثل جزر ديوميد التي تتكون من "ديوميد الكبيرة" أو "راثمانوف" التابعة لاتحاد الجمهوريات الروسية و"ديوميد الصغيرة" التابعة للولايات المتحدة. وتبلغ مساحة كل جزيرةٍ من اثنين إلى خمسة كم2. وإلى الجنوب منهما تقع جزيرة كبيرة هي "سانت لورنس" شمال بحر بيرنج التابعة للولايات المتحدة. يصل معدل درجة الحرارة في المضيق إلى حوالي 25 فهرنهايت (6.4 درجة مئوية)، وتتجمد مياهه في الشتاء. تساعد التيارات والرياح على دفع الكتل المتجمدة نحوالشمال. عندما اشترت الولايات المتحدة ولاية ألسكا من الإمبراطورية الروسية في العام 1867 أضحى مضيق بيرنج منطقة نزاعٍ حول حقوق صيد الأحياء البحرية النادرة فضلاً عن كونه ممراً استراتيجياً مما يزيد من حدة النزاع بين الدولتين. يعيش على جانبي المضيق السكان الأصليون من القبائل القديمة كالإسكيمو والشوكشي، والكورياك، وتعمل هذه القبائل في صيد البحر والاتّجار بجلود الحيوانات النادرة التي تكثر في تلكم المناطق.

كان مضيق بيرين موضوع النظرية العلمية القائلة بأن بني البشر هاجروا من آسيا إلى أمريكا الشمالية عبر جسرٍ بريٍّ يُعرف باسم «بيرينجيا» عندما كشفت مستويات سطح المحيط المنخفضة -ربما نتيجة الأنهار الجليدية التي كانت تحبس كمياتٍ هائلةً من المياه- عن مساحةٍ واسعةٍ من أرضية البحر في كل من المضيق الحالي والبحر الضحل شماله وجنوبه. كانت هذه النظرة لكيفية دخول هنود باليو إلى أمريكا هي السائدة لعدة عقودٍ وما زالتِ الأكثرَ قبولاً. سُجل كذلك العديد من حالات العبور الناجحة دونما استخدام قواربَ منذ أوائل القرن العشرين على الأقل.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←