اكتشاف قوة مصاحف الصحابة

مصاحف الصحابة هي مصاحف فردية، كتبها بعض الصحابة لأنفسهم، لم يتوخَّوا فيها مطابقتَها لما ثبت في العرضة الأخيرة؛ ولذا خالفت هذه المصاحف الفردية المصحف الإمام، الذي أجمعت عليه الأمة كلها.

وقد يشكل هنا ما اشتهر من أن بعض مصاحف الصحابة الخاصة فيها زيادات ليست في المصاحف التي بين أيدينا، ويزول ذلك الإشكال حين تعلم أن هذه المصاحف إنما كتبها أولئك الأصحاب لأنفسهم، وكانوا يزيدون فيها ما هو من باب التفسير والإيضاح، كما زاد مثلا عبد الله بن مسعود في مصحفه: (وهو أبوهم) بعد قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [سورة الأحزاب، الآية: 6]، فزيادته تلك هي زيادة إيضاح وتفسير، ولم يجد في ذلك حرجا لأنه إنما كتب المصحف لنفسه، وهو يعلم أن هذه الإشارات والملاحظات ليست من نصّ القرآن.

إن ترتيب مصاحف الصحابة جاء مختلفًا؛ حيث كانوا يكتبون لأنفسهم لا للأمة، ولم يؤمروا بترتيب معيَّن، ولهذا أقروا بالإجماع على ترتيب السور في مصحف أبي بكر، بل سلموا صحفهم هذه لعثمان بن عفان ليحرقها إجماعًا منهم على الترتيب في مصاحف عثمان الذي وافق ترتيب مصحف أبى بكر، ومن قبل قراءة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا سيما في العرضة الأخيرة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←