في الأديان الإبراهيمية، المسيح أو المشيح (بالعبرية: מָשִׁיחַ)؛ (باليونانية: μεσσίας) هو المُخلّص أو المُحرّر لجماعة من البشر. نشأت مفاهيم المشيح والمسيانية والعصر المسياني في اليهودية؛ فبحسب ما جاء في الكتاب المقدس العبري، يكون المشيح ملكًا أو كاهنًا أعظم ممسوح تقليديًا بزيت المسحة المقدسة.
في اليهودية، يُعدُّ "ها-مشياخ" ((بالعبرية: המשיח)، المسيح)، الذي يُشار إليه غالبًا باسم "ملك ها-مشياخ" ((بالعبرية: מלך המשיח)، الملك المسيح) زعيمًا يهوديًا ينحدر آبائه من نسل الملكين داود وسليمان، سينجز أمورًا محددة مسبقًا عند ظهوره في المستقبل، منها توحيد أسباط بني إسرائيل، وتجميع كل اليهود في أرض إسرائيل، وإعادة بناء الهيكل في القدس، وسيدخل العالم عصرًا مسيانيًا يعُمّ فيه السلام العالمي، وسيبشّر بالعالم القادم.
الترجمة اليونانية لكلمة المسيح هي "خريستوس"(باليونانية: Χριστός)، وقد ورد 41 مرة في الترجمة السبعينية و529 مرة في العهد الجديد. يُشير المسيحيون إلى يسوع الناصري باسم "المسيح"، حيث يعتقدون أن النبوءات المسيانية قد تحققت من خلال خدمة يسوع وموته وقيامته، وأنه سيعود لتحقيق بقية النبوءات المسيانية. علاوة على ذلك، وعلى عكس المفهوم اليهودي حول المسيح، يعتبر المسيحيون يسوع المسيح ابن الله؛ رغم أنه في الإيمان اليهودي، يُسمّى ملك إسرائيل أيضًا ابن الله.
في الإسلام، يُعتبر عيسى بن مريم نبيًا، وهو المسيح الذي أُرسل إلى بني إسرائيل، وأنه سيعود إلى الأرض في آخر الزمان مع المهدي، وسيهزمون المسيح الدجال.
في معتقد الأحمدية القاديانية، تحققت النبوءات المتعلقة بالمهدي والمجيء الثاني للمسيح في ميرزا غلام أحمد (1835–1908) مؤسس الحركة الأحمدية القاديانية، ويعتبرون مصطلحات المسيح والمهدي مترادفين لنفس الشخص. وفي المسيانية الحبادية المثيرة للجدل، إدّعى كل من يوسف يتسحاق شنيرسون الحاخام السادس للحركة (بين سنتي 1920-1950م)، ومناحيم مندل شنيرسون الحاخام السابع للحركة أنهما المسيح.