الدليل الشامل لـ مشروع مارشال

مشروع مارشال هو مبادرة أطلقتها الولايات المتحدة عام 1948، قصدت بها إعانة أوروبا الغربية التي أضناها الدمار وأثقلها الفقر بعد الحرب العالمية الثانية. فكان أن أرسلت لها الأموال التي بلغت 13 ملياراً من الدولارات في ذلك الزمان، تقصد بها ترميم المدن، وإحياء الصناعة، ودفع عجلة الاقتصاد.

وقد وُزعت هذه المساعدات على دول الكتلة الغربية بحسب حاجتها وعدد سكانها، فكان النصيب الأكبر للمملكة المتحدة، ثم فرنسا، تليها ألمانيا الغربية. أما الدول الواقعة تحت نفوذ الاتحاد السوفيتي، فقد حرمت من هذه الإعانة، إذ رفض الاتحاد المشاركة فيها، ومنع دول الكتلة الشرقية (الدول التي كانت تحت نفوذه) من الاستفادة منها.

وكان للمشروع أهدافا محددة، منها إزالة الحواجز بين الدول الأوروبية، وتقوية أواصر التعاون بينها، ودفعها إلى تبني سياسات اقتصادية حديثة تزيد من الإنتاجية وتنهض بالصناعة والتجارة. ولم تكن تلك المساعدات وحدها كفيلة بإحداث تحول كبير، إذ لم تتجاوز نسبتها 3% من الدخل القومي الإجمالي للدول المستفيدة، لكنها مع ذلك كانت حجر الأساس الذي بني عليه التعافي.

لكن كانت الأسباب وراء مشروع مارشال أعمق من تلك التي أُعلنت، إذ لم يكن الهدف مقتصراً على إعادة إعمار أوروبا الغربية فحسب، بل كان يرمي إلى تحقيق مكاسب استراتيجية بعيدة المدى للولايات المتحدة صاحبة اقوى اقتصاد آنذاك. فقد أدركت واشنطن أن مساعدة أوروبا في النهوض من رماد الحرب سيجعل منها حليفاً قوياً وركناً أساسياً في مواجهة الاتحاد السوفيتي الذي بدأ يمد نفوذه على دول الكتلة الشرقية، ناشراً أيديولوجيته الشيوعية التي كانت تهدد التوازن العالمي حسبهم.

وقد ارتبط المشروع باسم وزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال، الذي دعا إليه في خطبته الشهيرة بـجامعة هارفارد عام 1947. وقد نال المشروع تأييداً واسعاً في أروقة السياسة الأمريكية، حيث اتفقت عليه الأطياف السياسية رغم تردد بعض رجال الأعمال الذين خشوا أن يؤدي إلى منافسة اقتصادية أجنبية. أما الاتحاد السوفيتي، فقد كان قد أطلق مشروعا مماثلا يعرف بـمشروع مولوتوف، لكنه لم يحقق النجاح ذاته، إذ أثقلت الحرب كاهله، ولم يكن بمقدوره دعم اقتصاده ودعم حلفائه في آنٍ معاً.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←