المسيحية السريانية ((بالسريانية: ܡܫܝܚܝܘܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ))، فرع من المسيحية الشرقية تستخدم السريانية الكلاسيكية في كتاباتها اللاهوتية وطقوسها التقليدية، وتُعد السريانية الكلاسيكية من أشكال اللغة الآرامية القديمة. يمكن أن يشير مصطلح المسيحية السريانية أيضًا إلى المسيحية الآرامية عمومًا، ليشمل المذاهب المسيحية القائمة على استخدام الآرامية وتنوعاتها التاريخية والحديثة في الطقوس الدينية.
كانت السريانية الكلاسيكية واليونانية واللاتينية أهم لغات ثلاث في المسيحية المبكرة. أصبحت السريانية حاضنة لتطوير شكل سرياني مميز من المسيحية ازدهر في أنحاء الشرق الأدنى وأجزاء أخرى من آسيا في العصور القديمة المتأخرة والعصور الوسطى المبكرة، ما أدى إلى ظهور طوائف مختلفة، تمثلها في العصر الحديث كثير من الكنائس التي حافظت على التراث الديني والثقافي للمسيحية السريانية.
تتألف المسيحية السريانية من تقليدَين ليتورجيين: الطقس السرياني الشرقي والطقس السرياني الغربي. تكون الأنافورا الرئيسية في الطقس السرياني الشرقي (الذي يُسمى أيضًا الطقس الآشوري أو الساساني أو البابلي أو الفارسي) القربان المقدس للقديسَين أدي وماري، وهو طقس كنيسة المشرق الآشورية (التي تتضمن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية والكنيسة الكلدانية السريانية)، وكنيسة المشرق القديمة، وكنيسة السريان الملبار الكاثوليك. يتخذ طقس السريان الغربي (يسمى أيضًا طقس السريان الأنطاكي) قداس القديس يعقوب أنافورا له، وهو طقس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية (التي تشمل الكنيسة المسيحية السريانية اليعقوبية)، والكنيسة المارونية، والكنيسة السريانية الكاثوليكية، وكنيسة السريان الملنكار الأرثوذكس الهندية، وكنيسة السريان الملنكار الكاثوليك، وكنيسة الملبار السريانية المستقلة. تُستخدم الأشكال البروتستانتية من هذا الطقس من قبل كنيسة ملنكار مار توما السريانية وكنيسة القديس توما الإنجيلية في الهند.
في الهند، يُسمى المسيحيون الشرقيون الأصليون (مسيحيو القديس توما) من التقليدين الليتورجيين (السريانية الشرقية والغربية) مسيحيون سريان. تمثل المجتمع السرياني الشرقي التقليدي كنيسة السريان الملبار الكاثوليك والكنيسة السريانية الكلدانية في الهند. وصل التقليد الليتورجي السرياني الغربي بعد 1665، ويمثل المجتمع المرتبط به من قبل الكنيسة المسيحية السريانية اليعقوبية (جزء من كنيسة السريان الأرثوذكس)، وكنيسة السريان الملنكار الأرثوذكسية (كلاهما ينتمي إلى الأرثوذكسية الشرقية)، وكنيسة الملنكار الكاثوليكية (كنيسة كاثوليكية شرقية في الكنيسة الكاثوليكية)، وكنيسة مار توما السريانية (جزء من الطائفة الأنجليكية)، وكنيسة السريان الملنكار المستقلة (كنيسة أرثوذكسية شرقية مستقلة لا تتبع الطائفة الأرثوذكسية الشرقية).
اللغة السريانية فرع من اللغة الآرامية، ظهرت في الرها في بلاد الرافدين العليا (آشور) في القرون الميلادية الأولى. ترتبط السريانية بآرامية يسوع، وهي لهجة جليلية. زادت هذه العلاقة من مكانة السريانية لدى المسيحيين. ساد شكل اللغة المستخدم في الرها في الكتابات المسيحية وعُدّ الشكل القياسي، وكان «وسيلة ملائمة لنشر المسيحية أينما وُجدت ركيزة من الآرامية المحكية». المنطقة التي استخدمت فيها السريانية أو الآرامية منطقة اتصال وصراع بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الساسانية، امتدت من حول أنطاكية في الغرب إلى طيسفون عاصمة الساسانيين في الشرق وتضمنت كل -أو أجزاء من- سوريا الحالية ولبنان وفلسطين/إسرائيل والعراق وأجزاء من تركيا وإيران، وكان المتحدثون بها من الساميين الآشوريين والآراميين والفينيقيين واليهود.