مسرح العبث (بالفرنسية: théâtre de l'absurde) هو تيار مسرحي نشأ في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، يُجسد في نصوصه وأسلوبه حالة الفوضى واللا معنى التي تميزت بها تلك الحقبة. يعبّر هذا المسرح عن الاغتراب الإنساني وفقدان الهدف في عالم حسبهم يفتقر إلى النظام أو الغاية. يعتمد هذا النوع من المسرحيات على شخصيات وأحداث غريبة وغير منطقية تعكس تفكك الروابط البشرية وعجز اللغة عن إيصال المعنى.
ما يميز هذا المسرح هو البنية الدائرية للأحداث، حيث تبدأ المسرحية وتنتهي عند نفس النقطة، مما يعكس انعدام التقدم أو الحل. يُستبدل المنطق والتسلسل العقلاني بخطاب عشوائي وغير مترابط، ليصل في النهاية إلى حالة من الصمت المطبق، كأن الصمت هو التعبير الأصدق عن حالة العبث والضياع.
هذا الأسلوب المسرحي لا يسعى إلى تقديم إجابات أو حلول، بل يطرح أسئلة وجودية عميقة حول معنى الحياة، الهدف، والتواصل الإنساني، مما يجعله انعكاسًا مباشرًا لقلق الإنسان في العصر الحديث ومن أعلام هذه المدرسة ألبرت كامو وصموئيل بيكيت.