قد عوّضت الولايات المتحدة المحاربين القدامى عن الإصابات المرتبطة بالخدمة العسكرية منذ حرب الاستقلال، مع أن النموذج الحالي للتعويض تم تأسيسه قرب نهاية الحرب العالمية الأولى.
بدأت وزارة شؤون المحاربين القدامى بتقديم مزايا الإعاقة بسبب اضطراب ما بعد الصدمة النفسية في ثمانينيات القرن العشرين بعد أن أصبح هذا التشخيص جزءًا من التصنيف النفسي الرسمي.
اضطراب ما بعد الصدمة النفسية هو اضطراب نفسي خطير قد يُضعف الشخص بشكل كبير، ويمكن أن يتطوّر بعد التعرض لحدث أو أكثر من الأحداث المرعبة أو المروعة. يتميز هذا الاضطراب بـ:
(1) إعادة عيش الصدمة أو الصدمات على شكل ذكريات مقتحمة وحيوية، أو نوبات استرجاع انفصالية، أو كوابيس.
(2) تجنب الأفكار والذكريات المرتبطة بالصدمة.
(3) الشعور المستمر بالتهديد والذي يظهر مثلاً في شكل يقظة مفرطة وردود فعل فزع شديدة.
تشير بعض الأبحاث إلى أن مزايا الإعاقة التي تقدمها وزارة شؤون المحاربين القدامى تحقق هدفها في مساعدة المحاربين الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة النفسية.
تقوم إدارة مزايا المحاربين القدامى، وهي إحدى مكونات وزارة شؤون المحاربين، بمعالجة مطالبات الإعاقة وتدير جميع جوانب برنامج الإعاقة في الوزارة. ومنذ عام 1988 أصبحت قرارات مطالبات الإعاقة في الوزارة خاضعة للمراجعة من قبل المحكمة الفدرالية.
تمثل تصنيفات الإعاقة من الناحية النظرية "متوسط ضعف القدرة على الكسب" لدى المحارب، وذلك على مقياس من 0 إلى 100. غالبًا ما يحصل المحاربون الذين يتقدمون بطلبات لإثبات الإعاقة بسبب اضطراب ما بعد الصدمة النفسية على فحص تعويض ومعاش تقاعدي (فحص C&P) يجريه أطباء نفسيون أو علماء نفس يعملون لدى الوزارة أو متعاقدون معها.
وقد أعرب علماء الاجتماع وغيرهم عن قلقهم بشأن اتساق ودقة نتائج فحوص C&P الخاصة باضطراب ما بعد الصدمة، رغم أن وزارة شؤون المحاربين القدامى ترفض عمومًا مثل هذه المخاوف وتعتبرها لا أساس لها أو مبالغًا فيها.
وقد سعى راسل فوت، مدير مكتب الإدارة والموازنة، إلى تقليص وإلغاء مزايا الإعاقة التي تقدمها الوزارة من خلال تقديم اختبار دخل استراتيجي وتضييق معايير الأهلية، وذلك عندما كان رئيسًا لمركز تجديد أمريكا.
تشمل الجهود الأخيرة لتغيير مزايا الإعاقة لدى وزارة شؤون المحاربين القدامى المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة النفسية: الدعوة إلى تركيز أكبر على إعادة التأهيل المهني والعلاج بدلًا من المدفوعات النقدية؛ ومراجعة الصيغة العامة لتصنيف الاضطرابات النفسية لتعكس بشكل أفضل المشكلات التي يواجهها المحاربون المصابون بهذا الاضطراب؛ وأخذ جودة حياة المحارب بعين الاعتبار عند تحديد تصنيف الإعاقة.
اضطراب ما بعد الصدمة النفسية
قد يتطوّر اضطراب ما بعد الصدمة النفسية بعد التعرّض لحدث شديد التهديد أو مرعب. يتميّز بعدد من العلامات أو الأعراض، منها: إعادة اختبار الحدث الصادم بشكل غير مرغوب فيه — مثل الذكريات المقتحمة الشديدة والمشحونة عاطفيًا، نوبات الاسترجاع الانفصالية، أو الكوابيس؛ التجنّب النشط للأفكار أو الذكريات أو المحفزات المرتبطة بالحدث؛ أعراض فرط الاستثارة مثل التأهب المستمر للخطر، الاستجابة المبالغ بها للفزع، الأرق، صعوبة في التركيز، أو التهيّج المزمن؛ فقدان الإحساس بالمتعة، الانعزال الاجتماعي، الأفكار السلبية المفرطة عن الذات أو العالم، الشعور البارز بالذنب أو الخجل، أو المزاج المكتئب أو القلق المستمر.
يُعد اضطراب ما بعد الصدمة النفسية ثالث أكثر الإعاقات التي تُعوض عنها بعد فقدان السمع وطنين الأذن.