المرجان من اللافقاريات البحرية المستعمرة، وينتمي إلى شعبة اللاسعات. يشكل عادةً مستعمرات متراصة من العديد من السلالات الفردية المتطابقة. وتشمل أنواع المرجان الكائنات الحية المهمة التي تبني الشعاب المرجانية، التي تعيش في المحيطات الاستوائية، وتفرز كربونات الكالسيوم لتكوين هيكل عظمي صلب.
مجموعة المرجان هي مستعمرة تضم عددًا كبيرًا جدًا من السلالات المتطابقة وراثيًا. كل سليلة حيوان يشبه الكيس، يبلغ قطرها عادةً بضعة مليمترات فقط وارتفاعها بضعة سنتيمترات. تحيط مجموعة من المجسات بفتحة فم مركزية. تفرز كل سليلة هيكلًا خارجيًا بالقرب من القاعدة. وهكذا، على مدى أجيال عديدة، تشكل المستعمرة هيكلًا عظميًا مميزًا لهذا النوع، قد يصل حجمه إلى عدة أمتار. تنمو المستعمرات الفردية من طريق التكاثر اللاجنسي للسلائل. أيضًا يتكاثر المرجان جنسيًا من طريق التبويض: تطلق السلائل من النوع نفسه الأمشاج في وقت واحد طوال الليل، غالبًا عند اكتمال القمر. تشكل البيوض الملقحة البلانولا، وهي شكل مبكر متحرك من سليلة المرجان، التي تستقر عند نضجها لتكوين مستعمرة جديدة.
مع أن بعض المرجانيات قادرة على اصطياد العوالق والأسماك الصغيرة باستخدام الخلايا اللاسعة على مجساتها، فإن معظم المرجانيات تحصل على معظم طاقتها ومغذياتها من السوطيات الضوئية وحيدة الخلية من جنس سيمبيودينيوم، التي تعيش داخل أنسجتها. تعرف هذه السوطيات عادة باسم زوزانتلي، وهي التي تعطي المرجان لونه. تتطلب هذه المرجانيات ضوء الشمس وتنمو في المياه الصافية الضحلة، وعادةً ما تكون على أعماق تقل عن 60 مترًا (200قدم؛ 33 قامة) ولكن وُجدت مرجانيات من جنس لبتوسيريس على عمق يصل إلى 172 مترًا (564 قدمًا؛ 94 قامة). تُعد المرجانيات من أهم العوامل المساهمة في البنية الفيزيائية للشعاب المرجانية التي تتطور في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل الحيد المرجاني العظيم قبالة سواحل أستراليا. هذه الشعاب المرجانية معرضة بتزايد لخطر التبييض، إذ تطرد البوليبات الزوكسانثيلا استجابةً لضغوط مثل ارتفاع درجة حرارة الماء أو السموم.
لا تعتمد أنواع أخرى من الشعاب المرجانية على الزوكسانثيلا، ويمكنها العيش عالميًا في مياه أعمق بكثير، مثل جنس لوفيليا الذي يعيش في المياه الباردة، والذي يمكنه البقاء على عمق يصل إلى 3300 متر (10800 قدم؛ 1800 قامة). وقد عثر على بعضها شمالًا حتى تلال داروين، شمال غرب كيب راث، اسكتلندا، وأخرى قبالة سواحل ولاية واشنطن والجزر الأليوطية.