سُجل أسلوب حياة المرتزقة من بين أعراف إسبانيا في العصر الحديدي، وفي المنطقة الوسطى من شبه الجزيرة الإيبيرية على وجه التحديد. إذ كانت هجرة القبيلة الأم والتقدم للخدمة في قبائل أخرى طريقة لفرار الشبان المعوزين من الفقر وإيجاد فرصة لاستخدام مهاراتهم القتالية. وبدءًا من القرن الخامس قبل الميلاد، أصبح أسلوب حياة المرتزقة ظاهرة اجتماعية حقيقية في هسبانيا، مع توافد أعداد كبيرة من المحاربين القادمين من أراض بعيدة للانضمام إلى جيوش قرطاج وروما وصقلية وحتى اليونان، إضافة إلى شعوب إسبانية أخرى.
ويوصف هؤلاء المرتزقة مرارًا وتكرارًا في كتابات مؤلفين مثل سترابو وثوسيديديس بأنهم في عداد أفضل القوات المحاربة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب وجودهم –وفقًا للمؤرخ ليفيوس– ضمن أعلى وحدات النخبة منزلة في جيش حنبعل (زهرة الجيش، باللاتينية: id roboris in omni exercitu). ويذكرهم بوليبيوس بوصفهم سبب انتصار القرطاجيين في عدة معارك خلال الحرب البونيقية الثانية.