مرايا مسلسل سوري ناقد كوميدي متعدد الأجزاء عرض لأول مرة في عام 1982.
ارتبط اسم «مرايا» باسم الفنان ياسر العظمة الذي أدى أدوار البطولة في كل أجزائه، كما ارتبطت السلسلة ببعض الممثلين الذين غالبًا ما تربطهم صداقة بياسر العظمة مثل: سليم كلاس، وعصام عبه جي، وهالة حسني، وحسن دكَّاك، وبشار إسماعيل، وتوفيق العشا، وعارف الطويل، وغيرهم.
عَرَضت أجزاء مرايا منذ انطلاقتها العشرات من القصص والحكايا بأسلوب كوميدي ناقد ساخر وجميل وتطرقت إلى العديد من المواضيع السياسية والاجتماعية والعائلية، مما وضع المسلسل على قمَّة المسلسلات الكوميدية العربية.
انتقد ياسر العظمة في هذا العمل أوضاعاً محلية سورية وأخرى عربية، وعانت سلسلة مرايا منذ العام 1982 من تهديدات منع العرض، ولكن ياسر العظمة لم يكن يأبه لهذا وقد حصل عدة مرات على دعم السلطة في تقديم ما يريد.
ويذكر أن الرئيس السابق حافظ الأسد قال له ذات مرة: «قل ما تريد ولا تخف من أحد وإذا كنت بحاجة للأفكار فأنا جاهز لأعطيك أفكارًا جديدة»، مما كان دعمًا كبيرًا للعظمة، جعله يقدِّم ما يريد ويوسع من هوامشه، وعمليات بحثه المضنية للخروج بأفكار جديدة كل عام.
خضعت سلسلة مرايا لتغيير في الاسم عدة مرات فسميت «شوفوا الناس» و«حكايا المرايا» في بعض السنوات، ثم عادت لتكون «مرايا». فتح ياسر العظمة الأبواب لكتاب جدد واستقبل نصوصاً من كتاب معروفين، وهنا عادت المرايا لتزدهر، وشهدت مرحلة نهاية التسعينات حتى 2013 كماً لا بأس به من اللوحات الجديدة والمهمة.
ينجز ياسر العظمة حلقات مسلسل مراياه بنفسه، وكثيرا ما يبدل في المخرجين بين هشام شربتجي وسيف سبيعي وحاتم علي ومأمون البني. ولكن في النهاية تكمن المادة الأساسية في النص والممثل، وكلاهما يحمل توقيع ياسر العظمة.
لم يسلم العظمة من لسان منتقديه الذين اتهموه بالسرقة من الآداب العالمية ومن كتاب عرب بالإضافة إلى أنه كان ينسب أعمال آخرين إليه. وهذا الأمر كان العظمة يرد عليه عبر أعماله، إذ نادرا ما كان يميل إلى إجراء حوارات صحافية أو يرد على منتقديه.
حققت السلسلة نجاحا باهرا وعُرضت أجزاء مرايا القديمة والحديثة على كافة الفضائيات العربية منذ الثمانينات وحتى اليوم، ولها حضور قوي ومميز يترقبه المشاهد العربي في كل مكان وخاصة لتنوع قصص وحكايات الحلقات والأجزاء وإبداع وتميز بطل سلسلة مرايا الفنان ياسر العظمة وكذلك الفنانين والفنانات المشاركين في تجسيدهم لشخصيات كثيرة متنوعة.