مدينة دانتسيغ الحرة (بالألمانية: Freie Stadt Danzig)، (بالبولندية: Wolne Miasto Gdańsk) كانت دولة مدينة شبه مستقلة بين عامي 1920 و1939، وتتألف من ميناء دانتسيغ على بحر البلطيق (هي الآن غدانسك في بولندا) وما يقرب من مائتي مدينة وقرية في المناطق المحيطة بها. أسست في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1920 وفقا لأحكام المادة 100 (القسم الحادي عشر من الجزء الثالث) من معاهدة فرساي لعام 1919 بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
ضمت المدينة الحرة مدينة دانتسيغ وغيرها من المدن والقرى والمستوطنات القريبة التي كانت أغلبية سكانها من العرق الألماني. وكما ذكرت المعاهدة، فإن المنطقة ستبقى منفصلة عن ألمانيا بعد الحرب (جمهورية فايمار) وعن الجمهورية البولندية الثانية المستقلة حديثا (بولندا ما بين الحربين)، ولكنها ليست دولة مستقلة. وكانت المدينة الحرة تحت حماية عصبة الأمم ووضعت في اتحاد جمركي ملزم مع بولندا.
منحت بولندا كامل الحقوق في تطوير وصيانة وسائل النقل والاتصالات ومرافق الموانئ في المدينة. أسست المدينة الحرة لمنح بولندا منفذا إلى ميناء بحري كبير. كان أغلب سكان المدينة من الألمان، ولكنها كانت أيضٔا تضم أقلية بولندية كبيرة. وقد استاء السكان الألمان بشدة من الانفصال عن ألمانيا. زاد التوتر عندما سيطر الحزب النازي على المشهد السياسي في ألمانيا بين عامي 1935-1936.
وبما أن بولندا لم تسيطر بالكامل على الميناء البحري، وخاصة فيما يتعلق بالمعدات العسكرية، بني ميناء جديد في غدينيا المجاورة ابتداء من عام 1921.
في عام 1933، سيطر الحزب النازي المحلي على حكومة المدينة وقمع المعارضة الديمقراطية. فر العديد من اليهود بسبب الاضطهاد. ألغى النازيون وضع المدينة الحرة بعد الغزو الألماني لبولندا في عام 1939، وأدرجوا المنطقة في الرايخسغاو المشكل حديثا في دانتسيغ وغرب بروسيا. قام النازيون بتصنيف البولنديين واليهود الذين يعيشون في المدينة على أنهم بشر أدنى درجة، ما عرضهم للتمييز والسخرة والإبادة. أرسل العديد منهم إلى معسكرات الاعتقال النازية حيث مات العديد منهم هناك، بما في ذلك شتوتهوف القريبة (وهي الآن شتوتوفو في بولندا).
فر عدد كبير من المواطنين أو قتلوا خلال غزو المدينة من قبل الجيش السوفياتي في الأشهر الأولى من عام 1945. تم طرد العديد من الألمان الباقين بعد الحرب إلى ألمانيا الغربية أو الشرقية حيث بدأ أعضاء من الأقلية العرقية البولندية قبل الحرب بالعودة، وبدأ مستوطنون بولنديون جدد في القدوم إليها. وبسبب هذه الأحداث، عانت المدينة (التي أصبح اسمها غدانسك) من نقص شديد في عدد السكان ولم تعد لتعدادها السابق حتى أواخر الخمسينات. وأصبحت المدينة فيما بعد جزءا من بولندا بعد اتفاق بوتسدام.