محمود محمد صبحي أحمد على بن عبد السلام، هو فَقيه حنفي المذهب من أعيان أهل طرابلس الغرب، من بحر المدينة القديمة، المنطقة التي ولد بها والده وجده أحمد محمود محمد صبحي أحمد علي بن عبد السلام حسين عبد الخالق عون الله الفيتوري الحسيني الشريف من عائلة بن عبد السلام، التي يرجع جذورها إلى شرفة فواتير زليطن وإلى سيدي سليمان الفيتوري المدفون بمقبرة سيدي عبد الله الشعاب. ولد الشيخ محمود وتربى في منطقة ميزران بسانية جده التوغار مع والدته امناني التوغار (وسعاية التوغار) بمدينة طرابلس سنة 1337 هجري الموافق 1920م، تلقى تعليمه في البداية هو وأخوه الشيخ محمد عن والدهما الذي كان كاتبًا في وزارة الأوقاف، درس بكتاب ميزران، ثم انتقل إلى كتاب حورية بالمدينة القديمة، وواصل دراسته وأبى ألا يماثل شقيقه الشيخ محمد بالذهاب إلى الجامع الأزهر، عن عمر يناهز التاسعة عشر. وبقى هناك ما يقارب الأربعة عشر سنة حصل على الدرجة العليا من جامعة الأزهر في الشريعة، وكان له نشاطات أخرى داخل رواق المغاربة منها الخطابة والرياضة.
رجع من الأزهر بعمر الثالثة والثلاثين، وعمل بعد رجوعه إلى ليبيا بمعهد المعلمين ودرس إلى أن أصبح مدير المعهد، إلى جانب تدريسه كان له جوانب أخرى سياسية وناضل من أجل قضية في فترة ما بعد الاستقلال وكان مناهضًا لوجود القواعد الأجنبية داخل ليبيا وشارك في التظاهرات التي كانت تقوم وكان يتزعمها، كان عضوًا في مجلس النواب، فكان رئيسًا للجنة مناصرة الشعب الجزائري، كان عضوًا مؤسسًا للجنة التبرعات الليبية لجبهة التحرير الجزائرية خلال حربها مع فرنسا.
كانت له اهتمامات كبيرة بالنشاط الرياضي في فترة الخمسينات والستينات وشارك في دراسة وإنشاء بعض النوادي في طرابلس وترأس البعثات الليبية في المحافل الدولية، كما اشتغل بمحكمة طرابلس سنة 1967، ترأس جمعية الدعوة الإسلامية عام 1974 وعين أمينًا عامًا لها، عين بعد الشيخ الطاهر الزاوي رئيسًا للجنة الإفتاء بعد الغاء وظيفة مفتي الديار التي كان الشيخ الطاهر آخر من استلمها، ثم أنسحب منها لظروف وجدها، استقال من جمعية الدعوة سنة 1980، ورجع إلى الدروس والمحاضرات الدينية في جوامع طرابلس منها جامع ميزران جامع قرجى بباب البحر جامع التوغار بسوق الثلاثاء أشرف ووكيل عن أوقاف التوغار الخيرية وهي أوقاف (الحاج مصطفى التوغار) وهو ابن عم والدته، دخل وترأس الكثير من مجالس فض المنازعات في ليبيا أجمع بما يسمى المنازعات القبلية والعائلية، توفى يوم الثلاثاء 16 شعبان 1434 هجرية الموافق 2013/6/25، بطرابلس عن عمر يناهز 93 سنة ودفن في طرابلس بمقبرة شط الهنشير.