محمود بن محمد التبريزي (ت. 1270 هـ / 1853 م). هو رجل دين ومتكلِّم شيعي إيراني (آذري) مشهور بلقب نظام العلماء، وهو من أعلام المدرسة الشيخيَّة إذ أنه من أبرز تلامذة أحمد بن زين الدين الأحسائي، وقد كتب عددًا من الكتب يهاجم فيها الصوفيَّة، ويدافع عن أستاذه الأحسائي. وقد حصل على إجازة رواية من أستاذه الأحسائي.
وبالإضافة للمناقشات والردود له مع الصوفيَّة ومعارضي الشيخيَّة من الشيعة فإنَّ له مناظرات ومناقشات موثّقة في بعض الكتب مع الطوائف الدينيَّة الأخرى كالسنَّة، والبابية التي قد تصدّى لمحاربتها، حيث عاصر فترة ظهور الدعوة البابيَّة، وتصدّى لمحاربتها مع عدد كبير من رجال الدين الشيخيَّة وعموم رجال الدين الشيعة الإثني عشريَّة آنذاك، في حين آمن بالباب عدد قليل من المحسوبين على أتباع الأحسائي كملا حسين بشروئي. وقد وثَّق التبريزي جمع من رجاليي الشيعة كآغا بزرگ الطهراني،(1) وغيره.
ترجم له محمد رضا النصيري ترجمة مختصرة في كتابه اثر آفرينان، قال فيها ما تعريبه: «مؤلف وأديب، ملقب بنظام العلماء. وكان معلم ناصر الدين شاه القاجاري، وكان من علماء الشيخية في أذربيجان».(2) كما ترجم له محمد علي المدرِّس التبريزي في ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية أو اللقب ولم يزد شيئاً في ترجمته.
وأمَّا آغا بزرگ الطهراني في طبقات أعلام الشيعة، فقد ترجم له في موضعين؛ ذكره في أحدها باسم محمود بن محمَّد التبريزي الخوئي، ونسب إليه بعض المؤلَّفات؛ غير أنَّ مهمِّش الكتاب نبَّه على كون ذلك اشتباهاً بشخصٍ آخر،(3) وأمَّا في ترجمته الأخرى فقد اكتفى بذكر رسالة الأخلاق وتعريف محتواها.
ينتسب التبريزي لمدينة تبريز التي كانت فيها ولادته وإن لم تسجل المصادر التاريخيَّة سنة ولادته فإنها كانت في العصر القاجاري، وقد نشأ بتبريز وارتحل إلى الري، وعمل في خدمة السلطان القاجاري محمد شاه، حيث كان من المقربين منه، وكان معلماً لابنه ناصر الدين شاه حين كان ولي عهد الدولة.