البروفيسور محمد يونس (مواليد 28 يونيو 1940)، هو رجل أعمال ومصرفي وخبير اقتصادي وزعيم مجتمع مدني من بنغلاديش، يشغل حاليًا منصب كبير مستشاري الحكومة المؤقتة في بنغلاديش، وأستاذ الاقتصاد السابق في جامعة شيتاجونج إحدى الجامعات الكبرى في بنغلاديش، ومؤسس بنك غرامين وحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006.
ولد محمد يونس عام 1940 في مدينة شيتاجونج، التي كانت تعد في ذلك الوقت مركزًا تجاريًا لمنطقة البنغال الشرقي في شمال شرق الهند، كان والده يعمل صائغًا في المدينة، وهو ما جعله يعيش في سعة من أمره فدفع أبناءه دفعًا إلى بلوغ أعلى المستويات التعليمية، غير أن الأثر الأكبر في حياة يونس كان لأمه «صفية خاتون» التي ما كانت ترد سائلاً فقيرًا يقف ببابهم، والتي تعلّم منها أن الإنسان لا بد أن تكون له رسالة في الحياة.
في عام 1965 حصل على منحة من مؤسسة فولبرايت لدراسة الدكتوراه في جامعة فاندربيلت بولاية تينيسي الأمريكية، وفي فترة التحاقه بالبعثة نشبت حرب تحرير بنغلاديش (باكستان الشرقية سابقًا) واستقلالها عن باكستان (أو باكستان الغربية في ذلك الوقت)، وقد أخذ يونس من البداية موقف المساند لبلاده بنغلاديش في الغربة، وكان ضمن الحركة الطلابية البنغالية المؤيدة للاستقلال، التي كان لها دور بارز في تحقيق ذلك في النهاية. وبعد مشاركته في تلك الحركة عاد إلى بنغلاديش المستقلة حديثا في عام 1972 ليصبح رئيسًا لقسم الاقتصاد في جامعة شيتاجونج، وكان أهالي بنغلاديش يعانون ظروفًا معيشية صعبة، وجاء عام 1974 لتتفاقم معاناة الناس بحدوث مجاعة قُتل فيها ما يقرب من مليون ونصف المليون.
وبسبب تفاقم أوضاع الفقراء في بلاده، مضى يحاول إقناع البنك المركزي أو البنوك التجارية بوضع نظام لإقراض الفقراء بدون ضمانات، وهو ما دعا رجال البنوك إلى السخرية منه ومن أفكاره، زاعمين أن الفقراء ليسوا أهلًا للإقراض.
لكنه صمم على أن الفقراء جديرون بالاقتراض، واستطاع بعد ذلك إنشاء بنك جرامين في عام 1979 في بنغلاديش، لاقراض الفقراء بنظام القروض متناهية الصغر التي تساعدهم على القيام بأعمال بسيطة تدر عليهم دخلا معقولًا. وقد حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006. وفي 1 يناير 2024 قضت محكمة في بنجلاديش بسجن محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام 6 أشهر، وذلك بتهمة انتهاك قوانين العمل في العاصمة دكا، وفق ما أفاد المدعي العام خورشيد علم خان، في قضية يقول أنصاره إنها ذات دوافع سياسية.
بعد حل البرلمان في 6 أغسطس 2024 إثر احتجاجات قوية عمت البلاد، رشح الرئيس البنغلاديشي محمد شهاب الدين يونس لشغل منصب رئيس الحكومة المؤقتة في بنغلاديش، استجابة لمطالب الطلاب في أعقاب استقالة رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة. وقد سهلت تبرئته في الاستئناف في اليوم التالي من تهم انتهاك قانون العمل، والتي اعتُبرت ذات دوافع سياسية، عودته إلى البلاد وتعيينه.