محمد بن موسى بن محمد علي اليعقوبي (1380 هـ - الآن) هو مرجع شيعي عراقي معاصر.
ولد في النجف سنة 1380 هجرية الموافق أيلول 1960 ميلادية، ونشأ في أسرة علمية دينية اشتهرت بالخطابة والأدب، انتقلت أسرته إلى بغداد منذ طفولته فأكمل دراسته الأكاديمية هناك حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من كلية الهندسة في جامعة بغداد عام 1982، وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 رجع إلى مسقط رأسه النجف، فانخرط في سلك رجال الدين ودرس الدراسات الدينية التقليدية في النجف حتى بلغ مرتبة البحث الخارج والتي درس أغلبها عند أستاذه المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر، وبعد مقتل الأخير تصدى اليعقوبي للمرجعية الدينية واستقطب شريحة واسعة من المثقفين والشباب لأنه ينتمي إلى الطبقة الأكاديمية.
نهل المعارف الدينية منذ نعومة أظفاره حيث كان يرافق أباه ويحضر مجالس خطابته ويلتقطها بدقة ثم يسردها بالتفصيل - بعد عودته - على والدته، وكان أبوه يشيد بنبوغه المبكر أمام العلماء والفضلاء، وبدأ مطالعة الكتب وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وألّف بحثاً موسعاً بعنوان (الخمر أم الخبائث) وهو لم يبلغ الحلم، وكان نوع الكتب التي يطالعها تتعمق كلما مرت عليه الأعوام.
والتحق أيضاً في بداية السبعينات خلال العطلة الصيفية بحوزة علمية دينية مصغرة أسسها علي العلوي في حي العبيدي ببغداد.
أكمل دراسته الأكاديمية في بغداد حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من كلية الهندسة /جامعة بغداد عام 1982 وكان عليه الالتحاق بالخدمة العسكرية بموجب التجنيد الإلزامي، وكانت يومئذ الحرب العراقية الإيرانية مشتعلة إلا إن تربيته الرساليـة جعلتـه يرفـض أن يرتدي ملابـس الظَـلَمـة ويكـون أحد أجزاء منظومة النظام السابق ولو للحظة واحدة، وانزوى في الدار رغم ان هذا القرار يكلفه حياته حيث كان جلاوزة النظام ينتشرون في كل مكان خصوصا في بغداد، ويُعدم رمياً بالرصاص المتخلف عن الخدمة العسكرية في حفلة علنية.
تفـرغ للمطالعة بدراسـة وتأمل وتحقيق وبـدأ يكتب ويؤلـف -ككتاب دور الأئمة في الحياة الإسلامية- مـن دون أن يجد من يرعى كفاءته في تلك الظروف القاهرة، وقد تمكن من التواصل مع الصدر الثاني، وكان ذلك عام 1985 م، وأثمر عن عدة كتابات ومراسلات في الفكر الإسلامي والأخلاق وتهذيب النفس طبعت ضمن كتابين هما (الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه وكتاب (قناديل العارفين)، كما كتب الصدر الثاني من وحي تلك الأفكار موسوعته الضخمة (ما وراء الفقه) وكتاب (نظرة في فلسفة الأحداث) - في العالم المعاصر.
وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 رجع إلى النجف وتزوج ابنة محسن الموسوي الغريفي.
شارك في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 وخرج مع المقاتلين من أبناء النجف للدفاع عن كربلاء بعد أن زحفت عليها قوات الحرس الجمهوري، لكنَّ المتمردين أرجعوه مع غير المسلحين إلى النجف فلم تتوفر له فرصة المشاركة في القتال.
وكتبَ بياناً وكلمات مهمة في نصرة الأنتفاضة ورفع معنويات شبابها، أُذيعَ بعضها من مكبرات الصوت للصحن الحيدري.
وبعد مبايعة الثوار الصدر الثاني قائداً للثورة قبل اعتقاله بيوم واحد شكَّـلَ «قده» خمس لجان لقيادتها، فجعل الشيخ اليعقوبي رئيساً للجنة السياسية والإعلامية.
لكن لم تستطع هذه اللجان مواصلة عملها بسبب هجوم قوات الحرس الجمهوري التابعة لحكومة صدام حسين على النجف في اليوم التالي لتشكيلها.