محمد محمود الزبيري (1910م - 1965م) شاعر وثائر وسياسي يمني ولد في حي "بستان السلطان" بصنعاء، وهو أحد الأحياء التاريخية في صنعاء القديمة، عام 1910م، وهو من أسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى، ويشتغل بعض أفرادها بالقضاء والبعض الآخر بالتجارة، وقد ابتعدت به موهبته عن اهتمامات أسرته، وأنشأته منذ الطفولة الباكرة نشأة روحية متصوفة غير ميال إلى القضاء، وغير ميّال إلى التجارة".
ذهب إلى مصر لإكمال تعليمه، فالتحق بدار العلوم، ثم عاد إلى اليمن عام 1941م، وقد خطب الناس جمعةً في العام نفسه فدخل السجن، وخرج من السجن عام 1942م، فاتجه إلى تعز ومنها إلى عدن.
وفي عدن أنشأ «حزب الأحرار» عام 1944م، ثم يُغّيِّر اسمه بعد عامين إلى «الجمعية اليمنية الكبرى»
(1944م - 1948م)، وكان رئيس تنظيم الاتحاد اليمني (1953م - 1962م).
عاش الزبيري فترة حرجة من تاريخ اليمن، وهي فترة المملكة المتوكلية اليمنية (1918م - 1962م)، التي كثرت فيها الصِّراعات والثورات، وحينما شبت ثورة الدستور عام 1948م في اليمن عاد من عدن إلى صنعاء وزيراً للمعارف، وعندما فشلت طورد، ورفضت الدول العربية استضافته فاتجه إلى باكستان.
وحينما شبت ثورة 26 سبتمبر عام 1962م في اليمن عاد وزيراً للتربية والتعليم في صنعاء.
خلال دراسته بالقاهرة تأثر بأجوائها السياسية، ومال إلى الإخوان المسلمون، على الرغم أنه زيدي المذهب، وبهذا التأثير أنشأ باليمن.
بينما كان يُلقي خطاباً في 31 مارس 1965م أطلق عليه ثلاثة من الجناة النار، فسقط مضرجاً في دمائه.
و تخليدا لذكراه وتكريماً لدورة النضالي الكبير أطلقت الحكومة اليمنية اسمه، بعد اغتياله منتصف الستينات من القرن الماضي، على أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء، وهو شارع الزبيري، والذي يعد اليوم أحد أطول شوارع العاصمة وأكثرها حيوية.