محمد بن عيسى بن فرج، أبو عبد الله التميمي الطليطلي، أحد العلماء البارزين والمقرئين المجودين في بلاد الأندلس. ولد سنة 422هـ، وقرأ على أبي عمرو الداني، ومكي بن أبي طالب، والمهدوي والطلمنكي، وغيرهم، وتمكن وأجاد، وقرأ عليه كثيرون.
أثنى عليه العلماء المتخصصين، ووصفوه بصفات تدل على مكانته وعلمه وإتقانه، كقول ابن بشكوال: كان عالما بالقراءات ووجوهها، ضابطا لها، متقنا لمعانيها، إماما ذا دين وفضل، أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا ووصفه بالتجويد والمعرفة.
وقال عنه ابن سكرة: هو مشهور بالتقدم والإمامة في الإقراء، وشدة الأخذ على القراءة، والالتزام للسمت والهيبة.
ولمكانته العلمية حرص طلاب القرآن والقراءات على القراءة عليه والأخذ عنه، منهم: علي بن محمد بن دري خطيب غرناطة، وهو الموصوف بأنه كان مقرئًا، فاضلًا، ضابطًا، عارفًا، وكذلك قرأ عليه آخرون.
توفي بمدينة إشبيلية في منتصف ذي القعدة من سنة 485هـ.