المحاكاة بالحاسوب هي إحدى الطرق البارزة المستخدمة في الدراسات التنظيمية والإدارة الإستراتيجية. فعلى الرغم من وجود عدد من الاستخدامات للمحاكاة بالحاسوب (من بينها تطوير أنظمة الهندسة في شركات التكنولوجيا المتطورة)، فإن معظم الأكاديميين في مجالات الإدارة الإستراتيجية والدراسات التنظيمية يستخدمون المحاكاة بالحاسوب لفهم الكيفية التي تعمل بها المنظمات أو الشركات. ومع ذلك، بدأ الباحثون في الآونة الأخيرة تطبيق المحاكاة بالحاسوب لفهم الدراسات التنظيمية على المستوى الجزئي، مع التركيز على الاستعراف والسلوك الفردي والشخصي مثل العمل في فريق.
وفي الوقت الذي يميل فيه الباحثون الإستراتيجيون إلى التركيز على نظريات الاختبار لأداء الشركة، يركز العديد من أصحاب النظريات التنظيمية على النظريات الأكثر وصفية، وكان الموضوع الذي يوحد بينها استخدام النماذج الحوسبية إما للتحقق من النظريات أو توسيعها. ولعله ليس من قبيل الصدفة أن هؤلاء الباحثون الذين يستخدمون المحاكاة بالحاسوب قد استوحوا أفكارًا من النمذجة الحيوية، وعلم البيئة، والفيزياء النظرية والديناميكا الحرارية، ونظرية الشواش، ونظرية التعقيد ودراسات المنظمات لأن هذه الطرق استُخدمت أيضًا بشكل مثمر في هذه المجالات.