محافظة الغربية هي إحدى محافظات جمهورية مصر العربية، تقع في قلب دلتا نهر النيل بين فرعي دمياط ورشيد، يحدّها من الشمال محافظة كفر الشيخ ومن الجنوب محافظة المنوفية ومن الشرق محافظتا القليوبية والدقهلية ومن الغرب محافظة البحيرة، مشكلة بذلك نقطة التقاء استراتيجية في الدلتا. تبلغ مساحتها قرابة 1943 كيلومترًا مربعًا، أي أقل من 1% من مساحة الجمهورية. عاصمتها مدينة طنطا التي تشتهر بوجود مسجد السيد البدوي، وأكبر مدنها المحلة الكبرى قلعة صناعة الغزل والنسيج في مصر. يتوزع سكانها البالغ عددهم أكثر من خمسة ملايين نسمة على ثماني مدن وثمانية مراكز إدارية فيها سبعون وحدة محلية قروية بكثافة سكانية تتجاوز 2760 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد.
بدأ تاريخ المحافظة المعروف من العصر الفرعوني، الذي كانت فيه مدن أبو صير وسمنود وساو قواعد لثلاث مقاطعات إدارية، تشبه الدول المنفصلة بالتعريف المعاصر. كان لهذه المدن الثلاث أهمية كبيرة في ذلك العصر؛ فكانت أبو صير محجًّا للمصريين القدماء. وكانت ساو مركزًا دينيًا وطبيًا، كما كانت عاصمة تف نخت الذي وحد الدلتا ومصر الوسطى، وقاعدة الأسرة السادسة والعشرين التي وحدت مصر بعد تشرذمها تحت الاحتلالين النوبي والآشوري، والأسرة الثامنة والعشرين التي طرد ملكها أميرتايوس الفرس من مصر. أما سمنود فكانت عاصمة الأسرة الثلاثين آخر الأسر المصرية الحاكمة.
اكتسبت المنطقة اسمها في العصر الإسلامي، نسبةً إلى موقعها غرب فرع دمياط. وشهدت الأحداث الفارقة التي ضربت مصر في العصر الحديث، مثل الحملة الفرنسية في عام 1798، التي قاومها أهل المحافظة وبالأخص أهل طنطا الذين أصبح يوم مقاومتهم عيد المحافظة القومي، وبرز أهلها مرة أخرى في ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني، خاصة في أحداث جمهورية زفتى، التي أعلنت استقلالها عن الانتداب البريطاني لمصر. شعار المحافظة هو ترس ذهبي بداخله مئذنة وقبة مسجد البدوي، يرمز هذا الشعار إلى النهضة الصناعية (بالمحلة الكبرى بصفة أساسية) والمعالم الأثرية والدينية بالمحافظة، أما العلم فيتكون من راية زرقاء عليها الشعار تحته عبارة محافظة الغربية.
أما في العصر الحالي فالمحافظة مركز اقتصادي مهم في مصر، فهي أكبر منتج للبصل في الجمهورية، وثاني أكبر منتج للعنب، فضلًا عن إنتاجها من المحاصيل الأخرى المهمة، سواء الغذائية مثل القمح والأرز، أو المحاصيل النقدية مثل الياسمين. كما تضم المحافظة عددًا من المنشآت الصناعية الكبرى، أبرزها شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، وشركات النسيج في طنطا وسمنود وزفتى، وشركات الأسمدة والمبيدات في كفر الزيات، إضافة إلى صناعة الأغذية في مدنها المختلفة، وكذلك صناعة العطور والفخار.