فك شفرة مجزرة دوار النابلسي

مجزرة دوار النابلسي أو مجزرة الطحين هي مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في 29 فبراير 2024، أدت لاستشهاد ما لا يقل عن 112 فلسطينيا وإصابة 760 آخرين، بعد أن فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية خلال الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، على شارع الرشيد عند دوار النابلسي، غرب مدينة غزة.

اُشتُق اسم "مجزرة الطحين" من حقيقة أن العديد من الضحايا عُثر عليهم مُلطَّخين بالطحين والدماء على حد سواء، ممّا يرمز إلى الأزمة الإنسانية والعواقب الوخيمة للسعي للحصول على القوت الأساسي في منطقة صراع. كان هذا الحادث هو من الأحداث الأكثر بشاعة ودموية في قطاع غزة منذ بداية الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، ووقع في اليوم التالي لتقرير برنامج الأغذية العالمي بأن أكثر من نصف مليون فلسطيني مُعرَّضون لخطر التجويع.

في صباح يوم الحادث، دخلت قافلة مساعدات إلى شمال قطاع غزة، مُقدَّمة من رجال أعمال فلسطينيين، وكانت بإشراف وتنظيم قوات الاحتلال الإسرائيلي. وزعمت إسرائيل أن قواتها شعرت بالخطر من حشود الفلسطينيين، فأطلقت أعيرة نارية تحذيرية في الهواء ثم فتحت النار، ممّا أسفر عن مقتل أقل من عشرة أشخاص، وأن البقية قُتِلوا في تدافع لاحق. ووصف ناجون المجزرة بأنها كمين، مُشيرين إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي فتحت النار عمدًا عندما اقترب الفلسطينيون من شاحنات المساعدات، ممّا أدى إلى اندفاع بعيدًا عن إطلاق النار أضاف إلى عدد القتلى.

ذكر تحقيق لشبكة سي إن إن أن ادعاءات إسرائيل بأن الحادث بدأ بعد الساعة 4:30 صباحًا بالتوقيت المحلي تُلقي بظلال من الشك على روايتها للأحداث، حيث جمعت وحلَّلت لقطات فيديو من ناجين، بما في ذلك مقطع فيديو يظهر أن إطلاق النار بدأ قبل سبع دقائق. كما ذكر التقرير أن لقطات الطائرات بدون طيار التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي تُغفل اللحظة التي سجَّلت ما تسبَّب في تفرُّق الحشود، وأن إسرائيل رفضت طلباتها للحصول على اللقطات الكاملة غير المُحرَّرة.

أفاد مسؤولون من ثلاثة مستشفيات على التوالي بمعالجة أكثر من 100 و142 و"عشرات" الأشخاص المصابين بأعيرة نارية، وأكدت الأمم المتحدة توافد "عدد كبير من الإصابات بأعيرة نارية" إلى مُجمَّع الشفاء الطبي. وأطلقت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة على الحادث اسم مجزرة، وأشار طارق أبو عزوم، مراسل قناة الجزيرة الإنجليزية، إلى أن الهجوم كان جزءًا من نمط أوسع للهجمات الإسرائيلية على الأشخاص الذين يسعون للحصول على مساعدات إنسانية.

وأعربت دول عدة والأمم المتحدة عن "صدمتها وقلقها"، وطالبت بـ"تحقيق دولي مستقل"، إثر سقوط عشرات الضحايا الفلسطينيين وإصابة مئات آخرين. كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية: "يجب بذل كل الجهود من أجل التحقيق مما حصل بشفافية كاملة.. المساعدة الإنسانية طوق نجاة للذين يحتاجون إليها ويجب ضمان وصولها إليهم".

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←