مجتمع ما بعد القراءة والكتابة أو المجتمع المعرض عن القراءة والكتابة هو مجتمع إفتراضي أو تصوري تطورت فيه تكنولوجيا الوسائط المتعددة إلى درجة أنه لم تعد فيه القدرة على القراءة والكتابة ضرورية أو شائعة. ظهر المصطلح في وقت مبكر من عام 1962م في كتاب مجرة جوتنبرج لمارشال ماكلوهان . إن كثير من مجتمعات عوالم الخيال العلمي هي مجتمعات ما بعد القراءة والكتابة، كما في رواية فهرنهايت 451 لراي برادبري ، ورواية إيليوم لدان سيمونز ، وقصة الحب الحقيقية الحزينة للغاية لجاري شتاينجارت . وغالباً ما يستحضر كُتاب الخيال العلمي فكرة "مجتمع ما بعد القراءة والكتابة"، فإن فكرة مجتمع ما بعد القراءة والكتابة هي قضية ذات صلة فلسفية أيضًا، فيما يتعلق بعمل ماكلوهان ونظريته القرية العالمية.
يختلف مجتمع ما بعد القراءة والكتابة عن الثقافات الشفهية المعاصرة أو التاريخية، التي لا تستخدم أنظمة الكتابة والتي تتخذ تقاليدها شكل الأدب الشفهي والتاريخ الشفهي، عن طريق الفن والرقص والغناء. إن مجتمع ما بعد القراءة والكتابة سيستبدل الكلمة المكتوبة بالكلمة المسجلة والمسموعة على ( الأقراص المضغوطة والكتب الصوتية ) والكلمة المنطوقة في اللقاءات والمؤتمرات وكذلك الموسيقى بــ( الراديو ) والصور المادية بالصور الرقمية مثل ( JPEG ) والصور المتحركة والسينما بــ( التلفزيون والأفلام وملفات MPG والفيديو المتدفق وألعاب الفيديو والواقع الافتراضي ). قد تجد في مجتمعات ما بعد القراءة والكتابة أشخاص لامبالين بالقراءة أو الكتابة، ويعرفون كيفية القراءة والكتابة ولكنهم يختارون أن يكونوا أميين. معظم الناس، إن لم يكن جميعهم، سيكونون على دراية بالإعلام ، والوسائط المتعددة، والوسائل البصرية ، والترجمة، ويقصد بالترجمة هنا بأنهم سيكون الناس قادرين على فهم بعضهم البعض نتيجة التطور التكنولوجي.
ومن خارج فئة الكتب الخيالية نجد كتب مثل " تسلية أنفسنا حتى الموت" بقلم نيل بوستمان و "إمبراطورية الوهم" بقلم كريس هيدجز بها صعود مفاجئ لفكرة مجتمع وثقافة ما بعد القراءة والكتابة.