متلازمة القولون المتهيج (اختصارًا IBS) هي اضطرابٌ وظيفيٌ في الجهاز الهضمي تحدث فيه مجموعةٌ من الأعراض التي تشمل عادةً ألمًا وانتفاخًا في البطن وتغيراتٍ في اتساق حركات الأمعاء. قد تحدث هذه الأعراض على مدى فترة طويلة، وأحيانًا لسنوات. قد تؤثر هذه المتلازمة سلبًا على جودة الحياة مسببةً تغيبًا عن المدرسة أو العمل أو انخفاض الإنتاجية. تُعد اضطرابات القلق والاكتئاب الشديد ومتلازمة التعب المزمن شائعةً بين الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون المتهيج، والتي تتطور أحيانًا بسبب هذه الحالة.
لا يُعرف سببُ متلازمة القولون المتهيج، ولكن طُرِحَت عدة عوامل تُؤدِّي إلى هذه الحالة. تشمل النظريات مزيجًا من اضطرابات «المحور الدماغي المعوي»، وتغيراتٍ في حركة الأمعاء وفرط الحساسية الحشويَّة والالتهابات، تتضمن فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة والنواقل العصبيَّة والعوامل الوراثية وحساسية الطعام. قد تبدأ الأعراض نتيجةً لحدثٍ مُرهِق في الحياة، أو عدوى معويَّة، وتُسمَّى «متلازمة القولون المتُهيج ما بعد العدوى».
يعتمد التشخيص على الأعراض عند عدم وجود أي أعراضٍ مقلقة، وبعد استبعاد أي حالاتٍ أخرى محتملة. تشمل الأعراض المقلقة أو المُنذِرة ظهور الأعراض بعد سن الخمسين، أو فقدان الوزن، أو وجود دم في البراز، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بداء الأمعاء الالتهابي. تشمل الحالات الأخرى التي قد تظهر بشكلٍ مشابه، الداء البطني والتهاب القولون المجهري ومرض التهاب الأمعاء وسوء امتصاص الحمض الصفراوي وسرطان القولون.
يُجرى علاج متلازمة القولون المتهيج لتحسين الأعراض، وقد يشمل ذلك تغييراتٍ في النظام الغذائي وتناول الأدوية أو المعززات الحيويَّة والاستشارات النفسيَّة. تتضمن التدابير الغذائية زيادة تناول الألياف القابلة للذوبان أو اتباع نظام غذائي منخفض السكريات القليلة القابلة للتخمر والسكريات الثنائية والأحادية والبوليولات (فودماب). صُمم النظام الغذائي «قليل الفودماب» للاستخدام على المدى القصير والمتوسط، وليس علاجًا مدى الحياة. قد يُستخدم دواء لوبيراميد للمساعدة في علاج الإسهال، بينما تُستخدم الملينات للمساعدة في علاج الإمساك. هناك أدلة قوية من التجارب السريرية على استخدام مضادات الاكتئاب، غالبًا بجرعاتٍ أقل من تلك المستخدمة لعلاج الاكتئاب أو القلق، حتى لدى المرضى الذين لا يعانون من اضطراباتٍ مزاجيّة مصاحبة. قد تُحسّن مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل الأميتربتيلين أو النورتريبتيلين، وأدوية من مجموعة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)، الأعراض العامة وتُخفف الألم. يعد تثقيف المريض والعلاقة الجيدة بين الطبيب والمريض جزءًا هامًّا من الرعاية.
يُعتقد أن حوالي 10-15% من الأشخاص في العالم المتقدم مصابون بمتلازمة القولون المتهيج. يختلف معدل الانتشار وفقًا للبلد (من 1.1% إلى 45.0%) والمعايير المستخدمة لتعريف متلازمة القولون المتهيج، ويبلغ متوسط معدل الانتشار العالمي 11.2%، وهو أكثر شيوعًا في أمريكا الجنوبية وأقل شيوعًا في جنوب شرق آسيا. ويكون في العالم الغربي أكثر شيوعًا لدى النساء منه لدى الرجال ويحدث عادةً قبل سن 45. ومع ذلك، فإنَّ النساء في شرق آسيا لسن أكثر عرضةً من نظرائهن من الرجال للإصابة بمتلازمة القولون المتهيج، مما يشير إلى معدلاتٍ أقل بكثير بين نساء شرق آسيا. وبالمثل، فإنَّ الرجال من أمريكا الجنوبية وجنوب آسيا وإفريقيا معرضون للإصابة بمتلازمة القولون المتهيج مثل النساء في تلك المناطق، إن لم يكن أكثر. يبدو أن الحالة تصبح أقل شيوعًا مع تقدم العمر. لا يؤثر القولون المتهيج على متوسط العمر المتوقع ولا يؤدي إلى أمراضٍ خطيرة أخرى. كان أول وصفٍ للحالة عام 1820، في حين أن المصطلح الحالي «irritable bowel syndrome» أصبح مستخدمًا عام 1944.